إيران ضحية لهجمات إلكترونية، Stuxnet و Flame مثالا.

نشره المعتصم الريامي في

 

زادت في الآونة الأخيرة حمى الهجمات الإلكترونية ، وأصبحت خطرا يهدد دولا بأكملها ، وليس مجرد منشآت أو مؤسسات أو أفراد. لا يخفى على الجميع تلك الخلافات الشائكة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ضد إيران. وقد إستغلت -حسب آخر التقارير- كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مبرمجيها لغزو المنشآت النووية الإيرانية.

أحدى أخطر الهجمات التي كشفت عنها المواقع الإلكترونية ، والصحف العالمية (على رأسها نيويورك تايمز) هي هجمة فيروس  stuxnet ، حيث أن هذا الفيروس ومنذ سنوات عدة تم تصنيعه بدقة فائقة ليستهدف أحدى مصانع تخصيب اليورانيوم في إيران ، ذلك المصنع الذي فصل تماما عن شبكة الإنترنت ، لكن تمكن صانعوا الفيروس من زرعه في حواسيب المصنع عن طريق عميل لهم هناك ، وبدأ هذا الفيروس بالعمل -بنجاح- في المصنع ، وقد قام بتجميع كم هائل من المعلومات حول أجهزة الطرد المركزي وأجهزة التحكم في المصنع ، وقدمها لمصنعيه، ليقوموا بتكثيف جهودهم لصنع فيروس يدمر أجهزة حساسة في المصنع ، وبالفعل نجحوا مرة أخرى في زرع الفيروس وقام بتدمير بعض الأجهزة ، وعلى غير ما خطط له تسرب هذا الفيروس -عن طريق الخطأ- إلى الإنترنت مما مكّن خبراء الحماية والتشفير من فك شفراته وكشف أسراره مؤخرا.

 

ليس هذا وحسب ، بل أنه مؤخرا -أيضا- إكتشف فيروس آخر، وصفه خبراء الحماية (على رأسهم مختبرات كاسبر سكاي) بأنه يفوق خطورة وتعقيد stuxnet بعشرين مرة. وهو فيروس flame (لهب) بل أن كاسبر سكاي وصفته أنه من أكبر الهجمات الإلكترونية إطلاقا. وقد إستهدف كذلك حواسيب إيرانية على وجه خاص ، وتعدى لبعض دول الشرق الأوسط كذلك ، وقد كان نشطا لأكثر من عامين  قبل إكتشافه ، وقد إستخدم الفيروس العديد من الأسماء المزيفة والعناوين الوهمية ، ويحلل الخبراء أن وراء هذا الفيروس دولة غنية جدا، وقد إستخدمت أبونتو-لنكس وبروتوكولي SSL و SSH  لتشفير المعلومات بشكل معقد  ،ولتستهدف نظام الوندوز بشكل ذكي. وقد نجح الفيروس كذلك في نقل كميات كبيرة من البيانات لمن قام بتصنيعه.

 

ما هذا إلا مثالا لما تم إكتشافه من هذه الهجمات ، ولربما أن هناك فيروسات أخرى لم يتم إكتشافها إلى الآن ، وهنا يجدر بنا التساؤل حول   إهتمام دولنا العربية بأمر مهم كهذا ، ألا تخشى دولنا العربية على أمنها وشعبها؟؟ هل سنرى إهتماما عربيا لتصد عن نفسها تلك الهجمات . أم أن الحكومات العربية تسخر قدراتها التقنية للتجسس على شعبها لتحافظ على نفسها لا غير . 
كما يجدر بنا الإشارة إلى أهمية أن يعي مستخدم الإنترنت العادي بالتشفير ، وتقنيات الحماية والأمان البسيطة ، التي قد تساهم في الحد من حدة وخطر هذه الهجمات.