قلب لغة برمجة عربية جديدة، ودوران الدائرة

نشره Fahad في

أطلق مبرمج طموح يدعى رمزي ناصر، لغة برمجة عربية جديدة أطلق عليها اسم  " قلب " لتنضم إلى القائمة الطويلة من لغات البرمجة العربية، والتي أظن أن الهدف الرئيسي هو إشباع النقص الداخلي لدى المبرمجين العرب، وشعورهم بأنه يستطيعون أن ينقذوا العالم باختراعهم الجديد.

يعاني غالبية المبرمجون العرب الجدد من عقدة نقص شديدة من عدم الثقة تدفعهم بأن يسلكوا أي طريق يجلب لهم شهرة آنية سرعان ما تزول مع اليوم الثاني من نزول الخبر، وبعد مرور الأيام سيكتشفون حقيقة الإنجاز الذي تغنوا وحلموا به،و أنه ليس إلا وسيلة سريعة لجذب شهرة مؤقتة و طريقة صعبة لاكتساب بعض الخبرة في البرمجة.

حسنا، وماذا عن الفائدة من اللغة برمجة عربية؟ أقولها بصراحة هناك فائدة كبيرة ولا يستهان بها، فهي أولا وسيلة لملء الغرور البرمجي لدى المبرمجين العرب المبتدئين، ثانيا وسيلة لإشهار المبرمج العربي وجذب بعض الانتباه، ثالثا هي وسيلة فاعلة لاستهلاك طاقة المبرمجين الجدد وابقائهم مشغولين بشكل جيد والبعد عن الهلوسات الغربية التي تقرأها في فيسبوك وتوتير والمدونات هذه الأيام، رابعا وسيلة فاعلة لابقاء المتطفلين خارج سوق البرمجة والذي يريدون تعلم مهنة البرمجة بأسرع وقت. حسنا توجد فوائد جمة أخرى سيطول بي المقام لو ذكرتها كلها.

ولكن السؤال الحقيقي، لماذا لا يلجأ المبرمجون العرب الجدد للانخراط في مشاريع قائمة واكمال تطويرها؟ في حقيقة الأمر هذا أمر محير، ولعل السبب الحقيقي هو حب الذات وعدم الاكتراث بالآخرين. فلله الحمد والمنة يتمتع المواطن العربي بميزة الحب الذات الشديد وعدم تنازله عن آرائه مهما كلف الأمر، وهذا ينطبق على المبرمجين الجدد والمشاريع الجديدة. فلا يوجد في القاموس الفكري مصطلح  " الآخر " بل كل ما يوجد هو أنا والجهة الآخر هي أنا أيضا مع تتويجها بالحكمة القائمة: " أنا وما بعدي الطوفان ".

إذا أحسست أن هذا الكلام مبالغ فيه لدرجة كبيرة، فاحساسك صادق 100% ولا يوجد أي سبب يدعوك لتقلب لون صفحتك إلى السواد في فيسبوك وتوتير، ولا يوجد هناك داعي بأن تفكر بالانتحار " فالدنيا ما ساوية ".

طبعا، نسيت أن أخبركم بأني أفكر بإطلاق لغة برمجة عربية جديدة اسمها " الحب " أتمنى أن أتمها في أقرب وقت حتى تساعد طلابنا في الجامعات على فهم الحياة ومدى أهمية الحب في الاستقرار الاجتماعي.

بالمناسبة لا داعي للنقاش ومحاولة ثني عن برمجة لغة البرمجة الجديدة، فأنا عاقد العزم على ذلك وأنتم لا تدركون أهميتها مثلي، فقد حاولت جاهدا البحث عن صورة باسم "جنون" في جوجل لأضعها هنا ولم يخرج لي إلا المتحابين فهل الجنون هو الحب؟