كنا قد قدمنا في وادي التقنية منذ عدة سنوات لكتاب عدّة الأمان - أدوات وممارسات للأمان الرقمي، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، اندلعت حركات احتجاجية عدة في المنطقة العربية تنادي بالحريّة والعدالة، وأثير على خلفيتها الحديث مجددًا عن أهمية الأمان الرقمي؛ لا سيما بالنسبة للناشطين والصحفيين الميدانيين وغيرهم، ونعود في هذه السلسلة اليوم لتلخيص أبرز الأفكار والممارسات الواردة في الكتاب، مع بعض الإضافات، حسبما استجد من تاريخه.
حماية الحاسوب:
يعتبر الحاسب النقطة الأكثر استهدافًا من قبل المخترقين والمتجسسين، والأكثر إمكانية للتسلسل من خلالها إلى مملكتك الرقمية، إذ يكفي – أحيانًا – وجود ثغرة أمنية خفية في تطبيق مغمور على حاسبك، لإصابته بفيرس أو ببرمجية تجسسية، وعندها لن يفيد تشفيرك لإتصال الانترنت باستخدام شبكة افتراضية VPN مثلًا، إذ ان رقابتك تتم في المرحلة التي تسبقها، كمراقبة ضربات لوحة المفاتيح!
بالنسبة لمستخدمي ويندوز، ينبغي استخدام ثلاثة أنواع من تطبيقات الأمان لضمان مستوى جيد من الحماية، ألا وهي: مكافحات الفيروسات، مكافحات برامج التجسس، جدران النار، بينما استخدام أكثر من برنامج لذات النوع لن يعني حماية إضافية، بل غالبًا ما يتسبب ذلك بمشاكل تقنية وتعارض في العمل، إضافة إلى ثقل وبطء في الأداء. من المهم استخدام برامج مجانية قدر الإمكان وذلك بهدف الحصول على التحديثات بشكل مستمر، بينما لا تزال التطبيقات مفتوحة المصدر في هذا المجال قليلة نوعًا ما.
مكافحات الفيروسات المجانية والأكثر شهرةً وموثوقية هي: أفاست، أفيرا، AVG، بينما يمكن الحصول على تطبيق Spybot المجاني كمضاد لبرمجيات التجسس من هنا. تعتبر جدران النار خط الدفاع الأول عن جهازك، فهي تعمل على فحص البيانات المتدفقة من وإلى الشبكة لمنع المتسللين والمخترقين من العبور، جدار النار كومودو من أفضل التطبيقات المجانية لحماية الحاسب والشبكة المحلية من الاتصالات غير المصرح بها.
بالنسبة لمستخدمي غنو لينكس، يمكن القول مبدأيًا أنهم بغنى عن الخطوات السابقة لأسباب عدّة؛ أهمها أن الفيروسات وبرمجيات التجسس مصممة لتعمل على بنية نظام التشغيل ويندوز، إضافة إلى أن جدار النار يأتي بشكل افتراضي مع نواة لينكس (الإصدار 2.4 ومابعد)، إلا أنه من الناحية النظرية فلا شيء يمنع من تصميم فيروسات تعمل على بنية ملفات غنو لينكس (في الحقيقة هي موجودة، لكنها قليلة جدًا).
بكل الأحوال يمكن تركيب ClamAV وهو مضاد فيروسات يعمل على منصة لينكس، ورغم افتقاره لميزة الفحص التلقائي في الوقت الحقيقي، إلا أنه لا يزال صالح للوظيفة الأكثر لزومًا هنا، وهي فحص الملفات المحمّلة من الإنترنت قبل تمريرها للأصدقاء الذين يستخدمون ويندوز.
في الصورة أدناه نتيجة إجراء عملية مسح لمجلد المنزل على جهازي العامل بتوزيعة آرش لينكس، والحصيلة 36 ملف مصاب، وهي ملفات حصلت عليها من الوب!
في الجزء التالي سنتحدث عن حماية البيانات، مقصد كل مخترق ومتجسس.
- الروابط للبرامج أعلاه تشير إلى صفحاتها على موقع عدّة الأمان، والذي يشمل شرحًا لكيفية تركيبها واستخدامها إضافة إلى روابط تحميلها.