مع انتشار التقنيات والأجهزة الحديثة أصبح هناك الكثير من التشويش الذي يحيط بالشخص أثناء استخدامه الكمبيوتر والأجهزة الحالية. حتى البرمجيات نفسها لم تسلم من ذلك وزادت البهرجة فيها، أصبح مطوري البرامج يتسابقون على إضافة الخصائص لبرامجهم، مما أدى إلى زيادة التشويش في واجهات البرامج (تلك أحد الأسباب التي تجعلني لا أفضل أسلوب العديد من برامج KDE).
لذا دعوني أعرفكم بالبرنامج الجميل FocusWriter، هو محرر نصوص حر مفتوح المصدر، متعدد المنصات (يعمل على جنولينوكس، وندوز، ماك) يهدف لزيادة التركيز على الكتابة، الكتابة فقط ولا شيء آخر. فكرة البرنامج تقوم على إزالة كل تشويش واجهة الاستخدام، والتركيز على النص، مما يزيد كفائة عملية الكتابة ويعزز توارد الأفكار بشكل سلس ومرتب.
سواء كنت تستخدم الكمبيوتر للكتابة في التكنولوجيا أو الأدب، العلوم أو السياسة، الشعر أو الاقتصاد، في أي الأحوال، كل قطرة من تركيزك هي التي تجعل ما تكتبه أفضل؛ لذلك شخصيا لكي استطيع التركيز بشكل فعال على الكتابة، حين أكتب مقال أو وثيقة استخدم محرر نصوص بسيط، وبعد الانتهاء من الكتابة أقوم بالتنسيق النهائي على برنامج آخر والذي غالبا ما يكون المجموعة المكتبية الرائعة OpenOffice.org.
حين يبدأ البرنامج تجده يعمل افتراضيا في وضع ملء الشاشة “Full screen” (يمكن التغييره بالضغط على F11 من لوحة المفاتيح) ستشعر أنك في بيئة مختلفة تماما عما تعودت استخدامه، شريط الأدوات لا يظهر إلا عند تمرير الفأرة عليه، فقط خلفية يظهر فيها محث الكتابة ينتظر تلقي ما ستكتبه! البرنامج به العديد من المميزات العملية، لكنها لا تظهر كبقية البرامج، إنما يلقيها في الخلف حيث لا تظهر أثناء الكتابة، مع استعمالك البرنامج ستجد فعلا أنك تستطيع التركيز بشكل أفضل على الكتابة، وستكتشف سبب فقدانك التركيز أثناء الكتابة على محررات النصوص الأخرى!
يمكنك البرنامج من تخصيص بيئة الكتابة بشكل سهل وبسيط، فهو يتيح عمل سمات خاصة، فتستطيع تغيير لون خلفية، الكتابة أو وضع صورة فيها، تحديد خطوط خاصة بكل سمة. يحتوي البرنامج شريط سفلي، وعلى نفس أسلوب شريط الأدوات العلوي لا يظهر إلا عند تمرير مؤشر الفأرة فوقه، ويحتوي على عداد للكلمات، الصفحات، القطع، الحروف، كذلك به مُؤَقِت يمكنك ضبطه لتنبيهك بعد فترة معينة كي تعرف المدة التي قضيتها في الكتابة، أو لأي غرض آخر، ومن الأشياء اللطيفة في البرنامج أنه يحتوي على “Daily goal” وهو ببساطة الهدف الذي عليك إنجازه في اليوم، قد يكون بحسب الدقائق أو الكلمات (افتراضيا يكون ٣٠ دقيقة) وهذا من الأشياء التي تحفز الشخص أثناء الكتابة، فإذا كان يوم جميل وتشعر بصفاء الذهن، ما رأيك أن تتحدى نفسك وتنجز ٢٠٠٪ من هدفك اليومي؟
يدعم البرنامج التبويبات “Taps”، التدقيق الإملائي، وحتى التنسيق المتطور ”Rich Text”، والبرنامج بشكل عام خفيف جدا، فهو يستهلك فقط ٨ ميجابايت من الذاكرة العشوائية، أي أنه مثالي للأجهزة القديمة والحديثة على حد السواء. هذا بالإضافة إلى العديد من المميزات الأخرى، اكتشفها بنفسك ; )
لقطات للبرنامج
بحث عن الطاقة البديلة يظهر فيه البرنامج في الوضع الافتراضي “ملء الشاشة”
السلبيات
من ناحية أخرى يمكن تلخيص عيوب البرنامج في النقاط التالية:
١. مشكلة في التدقيق الإملائي العربي. من المفترض أن التدقيق الإملائي في البرنامج يعتمد على إضافات مجموعة أوبن أوفس المكتبية، وقد جربت إضافة المدقق العربي آية سبل، لكن لسبب ما فهو لا يعمل! (من يتطوع لتجربة هذه النقطة والإبلاغ عنها؟)
٢. عدم دعم تآلف الحروف في الخطوط. نظرا لأن البرنامج يعتمد على مكتبة كيوت “QT” والتي لا تدعم تآلف الحروف “kerning” حتى الآن، بالتالي البرنامج لا يدعمها؛ لذا تظهر الفراغات بين الحروف. للاحظ أن هذا لا يؤثر فعلا في الكتابة، أي إذا نسخت الكلام لبرنامج آخر سيظهر سليم تماما. وإذا كنت مثلي من محبي الخط الحر KacstOne، فحمل نسخه منه لا تحتوي تآلف الحروف.
٣. الخلفية رمادية أكثر من اللازم. ربما أكون شخصيا مقتنع بفكرة تغميق لون الخلفية، لكن اللون الافتراضي لخلفية البرنامج أغمق من اللازم بكثير! أعتقد ستكون مقبولة أكثر إذا كانت “#EDEDED”ـ (rgb= 237, 237, 237). طبعا البرنامج يتيح تغيير لون الخلفية وحتى وضع صورة كما ذكر سابقا، لكن اتكلم عن الوضع الافتراضي.
الخلاصة
يعد برنامج فوكَس ريتر ممتاز جدا وسيعينك على أداء المهمة المخصصة له، وهي التركيز على الكتابة فقط، والابتعاد قدر المستطاع عن أي تشويش قد يقلل من تركيزك. العيوب فيه بسيطة ولا تؤثر كثيرا على الاستخدام اليومي للبرنامج. جرب استعمال البرنامج وستعرف ما كنت تفوته باستخدام البرامج التقليدية الأخرى.
يمكنك تحميل البرنامج من موقعه، وإذا كنت مستخدم أوبنتو يمكنك الحصول على البرنامج وآخر تحديثاته عن طريق إضافة ppa الخاص به:
ppa:gottcode/gcppa
والجدير بالذكر وجود برنامج آخر مشابه له يقوم على نفس المبدأ وهو PyRoom.