أصدرت المحكمة الأمريكية العليا الحكم في قضية بلسكي التي طال ترقبها، والتي شبهتها مؤسسة البرمجيات الحرة بأن "متابعي المحكمة العليا تابعوا قضية بلسكي كما يتابع مشجعو الكرة كأس العالم".
بدأت القضية عندما رفع رجل الأعمال برنرد بلسكي دعوى قضائية ضد مكتب براءات الاختراع الأمريكي بعد أن رفض الأخير منحه براءة اختراع على آلية احتساب فاتورة كهرباء. كان رفض المكتب مُعللا بأن الآلية لا تعد اختراعًا يمكن أن يُمنح البراءة، بل أسلوب تجاري يحق للجميع استخدامه.
استمرت مناقشة القضية وسماع الآراء منذ سنة تقريبًا، وانتهت المحكمة إلى رفض منح ذلك الأسلوب براءة اختراع، لكنها لم تحدد أي شروط لقبول أو رفض براءات الاختراع على الآليات والوسائل بشكل عام (التي تشمل الطرق الرياضية).
ترجع المشكلة إلى أن براءة الاختراع كانت مقصورة على الأجهزة والمعدات التي يمكن تصنيعها فقط قبل أن يضيف الكونغرس الأمريكي في منتصف القرن الماضي أن "آليات والوسائل" يمكن أن تغطى ببراءة اختراع، وكانت آن ذاك تُفسر بالوسائل الصناعية التي تنتهي بإنتاج أجهزة ومعدات؛ إلا أن التفسير الحديث يجعل كل شيء تقريبًا مشمولًا ب"الآليات والوسائل".
ما يجعل هذه القضية ذات علاقة بالبرمجيات الحرة أن المتابعين كانوا يأملون وضع قواعد تحدد بوضوح متى يمكن منح براءة الاختراع، وأن تستنثي هذه القواعد الطرق الرياضية والخوارزميات الحاسوبية التي يسبب احتكارها الكثير من الضرر (تخيل لو كان النسخ واللصق أو تحديد النص محتكرًا؛ أو كانت بروتوكولات الإنترنت كذلك).
يشرح الفيلم القصير "سخافة براءة الاختراع" مشكلة براءات الاختراع على قطاع البرمجيات وتاريخها.
لم يغير الحكم شيئًا، ولا تزال الحملات المناهضة لبراءات اختراع البرامج قائمة.