من البيتات إلى الذرات : الإنتاج المشترك الثورة الصناعية الثالثة

نشره يحيى محمد وليد في

ملاحظة : هذا المقال هي ترجمة قمت بها لمقال أجنبي مع إضافة معلومة إضافية في النهاية و إضافة الروابط و الصور طالما هي باذن من صاحب المقال و هي تحت رخصة مشاع الإبداع CC .

 

عنوان المقال

من البيتات إلى الذرات : الإنتاج المشترك الثورة الصناعية الثالثة

 

المقال

نيويورك عام 1964 .  لقاء عالمي بكامل المعدات ، و نحو 50 مليون شخص يقومون برحلة لمشاهدة ما هو المستقبل  . المعروضات في المعرض  تشكل قائمة طويلة من مجموعات من المنتوجات الاستهلاكية  ، من الأقلام حتى البرادات و السيارات .
واحدة من أغرب المنتوجات  صاحبها صانع صغير إيطالي يسمى Olivetti  تسمى programma 101 ، قد كان إبداع الفريق الصغير هذا هو  تطور كبير في التصنيع .

 

programma101

general electricقامت بشراء هذا المنتج بعد فترة قريبة من ظهوره لأول مرة  ، و اليوم هذه التقنية البسيطة تعرف على مستوى واسع بأول حاسوب مكتبي تجاري . لم تكن سوى 3 سنين حتى دخل موديل Hewlwtt Packard 9100A

 

hp-loveland-9100


من خمسين سنة من ذلك الحين ، الصناعة شهدت انفجار كبير لا يشبه أي شيء منذ الثورة الصناعية الأولى . صندوق ثقيل كان يوضع في مختبرات الأبحاث و الآن هو جهاز محمول  يوضع في جيوب الملايين على مدى العالم ، الانفجار هذا جزء منه يعود بفضل تطور العتاد ، و لكن بالحقيقة هو البرمجيات المعقدة المتنامبة و التي و صفها Marc Andreeson  إنها عملية أكل العالم ، و هذا يتجلى في المملكة الرقمية التي يعتمد عليها العالم . حيث بكتابة كود ما مبدع ، يستطيع عالمو الحاسب أن يغيروا الطريقة التي نعيش فيها حياتنا .
أن هذا الإبداع غير قابل للإنكار و الذي حدث في أرض الأصفار و الواحدات (0و1) .


نحن نرى تأثيرات متبقية و تطويرات على المملكة الفيزيائية ، و لكن بكلام عام ، العالم من حولنا لا يبدو مختلف كثيراً عن الذي كان قبل ثورة الحواسيب .
و قد وجد Peter Thiel هذا محبطاً ،فقد كان شعار شركته "أردنا سيارات طائرة ، عوضاً عنها حصلنا على 140 محرف " يتكلم في هذه الفكرة ، بأن الأشياء خارج الفضاء المحلي لصناعة الحواسيب لا تتحرك بسرعة .

الاقتصادي Tyler Cowen كتب كتاب بهذا الموضوع  معلناً أنه الركود العظيم و لكن هل هذا صحيح ؟ هل هواتفنا الذكية و الحواسيب اللوحية شغلتنا عن الحقيقة المرة و التي هي أنه ربما نحن لسنا أفضل مما كنا عليه من نصف قرن مضى ؟ أم أننا بالحقيقة نحن في نقطة الوصول للثورة الصناعية القادمة ؟

على مايبدو أننا في آخر خيار ، حيث أن الإبداع بالعالم الرقمي عالم " البيتات " بدأ يتمدد  إلى العالم الفيزيائي عالم " الذرات " . الشكر في ذلك للعالم الغني من الويب و التكنولوجيا التي ينخفض تكلفتها بشكل سريع . إن اقتصاد جديد يولد من "الأسفل-للأعلى" باستخدام التصنيع الشخصي المبتكر و هذا الاقتصاد في صعود .
إن حالة التصميمات الفنية ، و المقدرات القابلة للتكييف ، و الأدوات الحديثة سوف تقود لذلك ، و بالتالي ستكون الثورة الصناعية الثالثة ستكون شخصية و تعاونية .

ظواهر مبكرة من الاقتصاد الجديد هذا تُرى في منصات التمويل المشاع مثل Kickstarter و Indiegogo هذه المواقع تسمح لمنشئ العمل أن يجعل عملية جلب المنتجات للسوق أمر أكثر كفاءة بإعطاء الكمية المناسبة حيث أن طلبات الزبائن تتحكم كعامل أساسي لبناء الفكرة . باستخدام النماذج المسبقة و مكان بيع خارجي يمكن لهاوي/لهاوية يجرب في الكراج أن يبدأ ببيع آلاف الزبائن المتحمسين ، دون الحاجة لتكلفة إضافية . حالة كمثال في تلك المواقع :  Pebble Smartwatch جمعت 10 ملايين دولار بنموذج بلاستيكي و فيديو لمدة ثلاث دقائق يشرح مميزات المنتج ، فريق هذا المنتج سوية استطاعوا إطلاق 80 آلاف نسخة و العدد في ازدياد . هذه المواقع شكلت مصدر يقدم للناس حول العالم ميزانية موزعة لأحلامهم بمجرد ضغطات قليلة .


إذا كان التمويل المشاع هو الضوء لثورة العتاد ، فإن المصدر المشاع هو الظل ، و كذلك تصميم البرامج  هي أكثر قوة عندما تكون تعاونية ، فإن تجارب العتاد بشكل مشابه تكتسب القوة عندما تكون عصارة الذكاء الجمعي .
كما يقول  Bill Joy المؤسس المشارك Sun Microsystem " بغض النظر من أنت ، معظم الأشخاص الأذكياء يعملون لآخرين "
و هذه الديناميكيات مترسخة في مجتمع ناشئ لسيارات محلية ، حيث أكثر من 30 ألف محب للسيارات قاموا بتصميم و هندسة و بناء سيارة من الصفر ، الرئيس التنفيذي و المؤسس Jay Rogers أطلق على ذلك "الإنتاج المشترك"  و هذا المصطلح يمحو الخط بين الشركة و المستهلك .
طالما أن أدمغة يزداد دخولها على الإنترنيت و يستمر الازدياد ، فإن المجالات التي يمكن للمشاع أن ينشئها لا يحدها إلا الخيال البشري .

مع التقاء التمويل المشاع و المصدر المشاع ، بجانب ازدهار الطباعة ثلاثية الأبعاد ، إن التصنيع يصل إلى عصر جديد ، و الصناعات خارج الحدود سوف تتعرض للتشويش .
إن ثورة الحواسب قامت بدمقرطة الإعلام و الاتصالات ، و الثورة الصناعية القادمة سوف تقوم بدمقرطة البقية .

المصدر : مجلة الإكونوميك


العتاد  يستمر في التزايد أسياً بالسعر و الأداء مع مزيد من التحصين لإمكانيات البرمجيات .
أصحاب أعمال أفراد  قد مُلّكوا إمكانية التغلب على مؤسسات خارقة حيث سيكون الإنتاج المشترك هو خط التجميع الحديث ، إنها ظاهرة حيث ليس فقط المجتمعات تتعاون و إنما أيضاً المنصات و التكنولوجيا تعمل معاً من أجل أن "تصنع" بطريقة لم تحدث من قبل ، و هذه الخلاصة قد ركز عليها برنامج Autodesk’s free app 123D ، التي تسمح لك بأن تأخذ صورة لغرض فيزيائي و من ثم بكبسة زر تعدلها و تطبعها عبر طابعتك ثلاثية الأبعاد .

 

أياً يكن الشيء الذي نصممه " بالبايتات " نستطيع طباعته "بالذرات " . إنه مصلح لا يتحمله العقل حيث أنه كان هذا خيال علمي منذ عشر سنوات مضت .
إن الطريقة التي ننظر فيها للأشياء في العالم الفيزيائي لن تكون أبداً كما هي و لن تكون محصورة فقط بالمنتجات المادية . فبواسطة طابعة حيوية ثلاثية الأبعاد ، نستطيع تحضير أشياء من لحم مختبري إلى قلب بشري . هذه التقنية تعمل جيداً فيما تقوم به الشركات الصحية(الحيوية) في المختبرات  من هندسة الجينات و البيكتيريا و الجراثيم المصممة من أجل أغراض معينة .
طالما أن هذه التقنية تخضع لنفس التسارع مثل الحواسيب فإن ولادة ما يمكن هذه الأدواة أن تقدمه غير محدود .
التعديل في البتات الخاصة بالبرنامج يمكنها أن تحول ذرات العتاد . و لحتى نحن بدأنا عملية البناء على مستوى الذرات و الذي يسمى التقانة النانوية .

هذه كانت المقالة و سأضيف جزء صغير و هو توضيح لوضع الدول العربية من هذه الثورة الجديدة .
ماذا تتوقع أني سأقول ؟ تتوقع أني سأقول الدول العربية متخلفة لم تدخلها هذه المفاهيم بعد و سأردف بذلك التمنيات الدائمة على الجهات المختصة و الجامعات بالتنبه لهذا الأمر ، أليس هذا ما ظننته ؟

و لكن  أخطأت للأسف على العكس ، الدول العربية الحمد لله أخذت خطوات كبيرة في هذا المجال و لكنك أصبت في أنها ليس الجهات الحكومية- التي جاءت عليها العديد من الثورات في الربيع العربي- من قامت بذلك ، و سأوضح ذلك في بعض الدول التي بدأت بالفعل الاهتمام بالمفاهيم التي وردت في المقال و ذلك من خلال تواصلي و متابعتي لهم :