الأمن فى نظام جنو/لينكس وأجهزة الإستخبارات الإمريكية

نشره ياسر صبحى في

صورة للينوس تورفالدز

أكتب لكم اليوم أولى مقالاتي هنا فى الوادي عن موضع خطير للغاية يشغل بال الكثير من محبي و متخصصي التقنية ألا وهو محاولة وكالة الأمن القومى الأمريكي NSA التجسس على مستخدمي الأنترنت و الوصول الى بياناتهم الشخصية عبر اختراقها أو اتفاقها مع شركات الإنترنت الكبرى كجوجل و ميكروسوفت و ياهو وفيسبوك وأبل و غيرهم

فصحيفة الواشنطن بوست ذكرت أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وصلت مباشرة إلى المحرك المركزي لمواقع مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"أبل"، وست شركات أخرى عبر برنامج لجمع البيانات، واستخرجت رسائل بريد إلكتروني ومكالمات صوتية ومقاطع فيديو وصور واتصالات أخرى لعملاء تلك الشركات دون الحاجة إلى أمر قضائي.

يأتي هذا ضمن برنامج تجسس تابع لوكالة الأمن القومى الأمريكي NSA يدعى "بريزم" و الذى يتيح للوكالة الوصول لحسابات المستخدمين "غير الأمريكيين" والحصول على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم و الدردشة و الصوت و الصور و الفيديو و المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت بدعوى انهى تساعدهم على تفادى هجمات إرهابية!

الجديد في الآمر اليوم أن الوكالة حاولت إقناع  لينوس تورفالدس مؤسس نظام جنو/لينكس بأن يضع لها ثغرة backdoor فى هذا النظام تتيح لها الدخول الى أجهزة المستخدمين دون معرفتهم بذلك فى محاولة منها لجعل استخدام تكنولوجيا المعلومات اقل أمناً


فقد قال نيلز تورفالدز والد لينوس:
    "حين سُئل ابني الأكبر لينوس عما اذا كانت وكالة الاستخبارات  الأمريكية قد اتصلت به بشأن الثغرات،قال لا ولكنه قي نفس الوقت أومأ بالإيجاب، ففهم الجميع أن الوكالة قد حاولت معه بشأن وضع ثغرة فى النظام"

ولكن يوجد مقطع فيديو على يوتيوب يقول فيه لينوس تورفالدز انه كان يمزح وان الوكالة لم تتصل به

وحين يذهب البعض للقول ان الأمر كان مجرد سوء فهم وان لينوس كان يمزح حين قال ذلك وان الأمر مجرد إشاعة ، أري أنها ليست بإشاعة لأنها خرجت من فم والد لينوس تورفالدز: نيلز تورفالدز و الذي هو عضو بالبرلمان الأوروبي عن فنلندا ، فنلز هو رجل سياسة ذو منصب رفيع و لا أظن انه سيبوح بهذا الأمر إلا إذا كان على قدر كبير من المصداقية و أن الوكالة بالفعل حاولت الوصول إلي ابنه من اجل وضع ثغرة فى النظام

إلا أن الأمر بالنسبة لنظام جنو/لينكس ليس بالخطورة التي ربما أتت إلي مخيلتكم لان الأمر ليس بهذه البساطة في لينكس ، لان هذا النظام مفتوح المصدر و الشفرة المصدرية له يراجعها العديد من المتخصصين حول العالم ، فهناك دول كبيرة كالصين و اليابان و دول أوروبية كثيرة تستخدم النظام و باعتقادي أن علماء و متخصصين هذه الدول يراجعون الشفرة المصدرية للنظام بحثاً عن اى ثغرة فيه، ولو كان لينوس قد ترك ثغرة لتلج منها وكالة الاستخبارات الأمريكية لكانت قد كُشفت و زاع أمرها منذ زمن

وهنا يأتي السؤال: لماذا إذن حاولت الوكالة مع لينوس؟ ألا تعلم الوكالة بان هذا النظام يتم مراجعة شفرته و انه ربما يستحيل وضع ثغرة فيه؟

وهنا انأ اتفق مع الرأي القائل بانها - على الأقل -  قد حاولت الاستفسار منه عن كيفية منع الشفرات المفتوحة المصدر لتلك الثغرات او كيف يواجه نظام جنو/لينكس عمليات الاختراق و الأليات التي يتبعها للتصدي لتلك الاختراقات.

وعلى اى حال فلا أظن ان هناك داعى للقلق ، فلو أن لينوس تورفالدز كان قد ساعد الوكالة أو شرح لها شيء لما أومأ برأسه ليُعلِم الناس انهم قد حاولوا الوصول إليه و لينبههم للأمر حتى تزيد المراقبة على النظام

فبرأيك هل تظن أن وكالة الأمن القومى الأمريكي يحق لها التجسس على بياناتنا و رسائلنا و بريدنا وكل بيناتنا الشخصية بدعوى حفاظها على امنهم القومى؟

والاهم من ذلك برأيك هل الحكومات العربية و أجهزة مخابراتها تنافس هذه الوكالة في هذا المجال أو تحاول التصدي لها او ربما تحذوا حذوها؟ أم أن الحكومات العربية و مخابراتها ما زالوا يعيشون في عصور الظلام التكنولوجي؟