ثلاثة بدائل مفتوحة المصدر عن برنامج النشر المكتبي Microsoft Publisher

نشره جميل بيلوني في

اعترفت لنفسي منذ أسابيع قليلة خلت أنَّني لم أتخلص تمامًا من المستندات الورقيَّة كما تخيَّلت أن أفعل ذلك بسهولة. وعندما فكرت بالأمر مليًّا، وجدت أنَّ صفًّا من الأوراق يحيط بي من جميع الاتجاهات بالرغم من أنَّ تعاملي مع الآخرين يكون عبر ملفاتٍ ووثائق إلكترونيَّة أغلب الأوقات، والماسح الضوئيُّ لديَّ لا يتوقف عن العمل لتحويل كلِّ ما يصلني من نسخٍ ورقيَّةٍ إلى مستنداتٍ إلكترونيَّةٍ.

كما أنَّني بحثت في مكتبي المنزلي ففوجئت بوجود الكثير من الأوراق ملقاةً هنا وهناك، أدركت آنذاك أنَّ وجود بعضٍ من الأشياء حولنا مرتبطٌ حتما بنُسخٍ ورقيّة كالرزنامات والإعلانات وأدلَّة الاستخدام. كما وجدت بعضًا من الإعلانات الملصقة لحدث ما وحتَّى قطعًا من أوراق الأوريغامي. نستطيع إثبات أنَّ الأشياء السابقة يمكن تحويلها إلى نسخٍ إلكترونيَّة، ولكن النتيجة ستكون أكثرُ كلفةً وأقلُّ إرضاءً لنا.

يوجد جزءٌ آخرُ للمعضلة، بالرغم من أنَّني أفضِّل استخدام كل ما هو إلكتروني لمشاركة المعلومات والرسائل، لكنَّ ذلك لا يعني أنَّ كلَّ شخصٍ أتفاعل معه سيفضل تلك الطريقة ويتقبَّلها. لذلك، سيكون الانتباه لحاجات جماهيرك أمرًا حرِجًا إن أردت أن تنتقل رسالتك لهم بوضوح. لذا عليك أن تحتكَّ بجماهيرك وأن تعرف حاجاتهم لكي تصل رسالتك كما تتوقع لها، وبذلك تقطع نصف الشوط. والأمر ليس هيِّنًا خاصَّةً عند وجود المنافسة الشديدة لجذب الجماهير ومن بينهم جماهيرك.

توجد طرائق عدَّةً لنشر كتابك إلكترونيًا، وإنَّ نشره ورقيًّا أمرٌ واردٌ. وسواءً اخترت تلك الطريقة أم غيرها للنشر فأنت تحتاج إلى تصميمٍٍ ينسجم مع محتوى الكتاب وغلافه وحتى الشعارات التي يحتويها.

يوجد في هذا العالم الكثيرُ من التطبيقات المحتكرة، مغلقة المصدر، لبعض الشركات والتي تقدِّم الكثير من أدوات التصميم، منها تطبيق "QuarkXpress" من شركة Quark وتطبيق "Adobe InDesign" الأكثر شهرةً من شركة Adobe. ويُعدُّ تطبيق النشر المكتبي "Publisher" من شركة مايكروسوفت الأكثر شهرةً وانتشارًا من بينهم جميعًا والذي يُستخدم على الأقلِّ من قِبل الأفراد و الشركات التجاريَّة الصغيرة. ويُعرف هذا التطبيق على أنَّه من أكثر التطبيقات استخدامًا على منصات النشر خصوصًا بتكلفته المنخفضة وسهولة استخدامه خاصَّة لمن اعتاد استخدام حزمة مايكروسوفت المكتبية "Microsoft Office".

أظنُّ أنَّك تفكِّر في ما ذُكر عن "التطبيقات المحتكرة" وأدواتها التصميمية الرهيبة. لا تقلق إذا كنت من مستخدمي نظام لينكس أو حتى إذا كنت عالقًا في نظامي ويندوز أو ماك، فهنالك خياراتٌ كثيرةٌ مفتوحة المصدر ستساعدك بالاستغناء عن تطبيق النشر المكتبي "Publisher" وتصميم كتابك القادم.

أولًا: Scribus

أحدثَ هذا التطبيق ضجَّةً كبيرةً عندما انخرط في مجال النشر المكتبي المفتوح المصدر. ستجد فيه بعد التطوير الحثيث والمستمر عبر عقدٍ من الزمن الكثير من الأدوات والميزات التي يحتاج لها مستخدمٌ متمرِّس. يستطيع هذا التطبيق الاستيراد من صيغ كثيرةٍ ومنوعةٍ، ويستخدم واجهةً سهلةً تجعله الخيار الأفضل للمستخدم المبتدئ كما أنَّه يدعم اللُّغة العربية. بالإضافة إلى أنَّ وجود مجتمع ضخم من المستخدمين يفيد بتوفير المصادر الكثيرة والدعم الخارجي الذي تحتاج له من كتبٍ وقوالب جاهزةٍ تلبِّي جميع الاحتياجات.

ثانيًا: LibreOffice

ألا تحتاج إلى تعلُّم استخدام تطبيقٍ جديدٍ من تطبيقات النشر المكتبي؟ تقدِّم لك هذه الحزمة من التطبيقات قدرات تصميمٍ رائعةٍ عبر العديد من تطبيقاتها. حيث يزودك التطبيق "Writer" بتصميماتٍ أساسيَّةٍ وبمقدرةٍ على الرسم تُوسِّعُ مجال استخدامه كثيرًا. ويعدُّ الخيار الأمثل للتصميمات المعقَّدة جزئيًا كالأخبار أو النشرات أو الأبحاث. بالنسبة لي، اعتدت على استخدام "Impress" لنشر الإعلانات العلمية أثناء القيام بمشاريع في الجامعة بالإضافة إلى استخدام النماذج الافتراضية في تطبيق "PowerPoint " واستيرادها.

ثالثًا: Markup

الخيار الثالث هو استخدام لغة Markup. إنها ليست بهذه السهولة وغير مفضَّلة لبعض المستخدمين، وقد لا تتمكن أغلب الأوقات من استخدام بعض محررات النصوص المتطورة مع هذه اللُّغة والتي تُظهر النتيجة النهائيَّة للنص أمامك أثناء كتابتك الكود. وإذا كنت تعرف القليل عن هذه اللغة، فلماذا لا تطور خبرتك في استخدامها؟ ولا أعني بالضبط استخدامLaTeX فقط، وهو نظام لمعالجة المستندات النصية وتنسيقها ويعتمد على لغة markup ويتميز بسهولته وشموليته وهو مفتوح المصدر ومتوفرٌ على جميع أنظمة التشغيل، بل إنَّ استخدام لغة HTML أو لغة CSS، وهما الأساس في تصميم صفحات الويب والتعامل مع النصوص باحترافٍ كبيرٍ، سيكون كافيًا لك لمعظم المشاريع التي تقوم بها. كما ستجعلك هذه اللغة تستخدم الكثير من الأدوات الموجودة لديك مسبقًا بدءًا من محرر النصوص البسيط وحتى تطبيقاتٍ أكثر تطورًا، حيث تقوم بادئ ذي بدءٍ بالعمل مع صفحات الويب ثم نهايةً تحوُّل ما كتبته إلى نسخةٍ إلكترونيَّة جاهزة للطباعة باستخدام PDF عبر أدواتٍ للتحويل. قد تكون هذه اللغة بديلةً عن سابقاتها ولكنَّها تُستخدم للتصميم في مجال النصوص بشكلٍ احترافيٍ وتلبي الكثير من الاحتياجات.

ولكن لماذا نستخدم لغة Markup في مجال التصميم؟ إننا نستخدمها لعدَّة أسبابٍ. أولها بساطة النص، حيث يمكنك التعديل والتحديث على النص مباشرةً و بسهولةٍ من خلال استخدام أدواتٍ مختلفة أو من سطر الأوامر. ثانيها تقليل وقت التنسيق والإخراج عند العمل على وثائق متشابهة سواءً للويب أو للطباعة. ثالثها أنها لغة قابلة للقراءة، وهذه الخاصيَّة المفضَّلة لديَّ، حيث أحصل على ما أتوقع دائما عند كتابة الكود أثناء التصميم.

ألا زلت تنتج التصميمات للنسخ المطبوعة؟ ما هو التطبيق الذي ستستخدمه؟ هل هو من إحدى التطبيقات التي ذُكرت أم تستخدم تطبيقًا آخرًا؟ ربما تستخدم أداةً لتعديل الرسوميات والتصميمات مثل GIMP أو Inkscape أو تطبيقًا آخرًا؟ شاركنا رأيك وخبرتك في التعليقات.


 

ترجمة -وبتصرف- للمقال:‏ ‎3 open source alternatives to Microsoft Publisher لصاحبه Jason Baker

رابط المقال: هنا