الحرية أم السلطة !!!

نشره Fahad في
Image removed. =========================================== بقلم: برادلي كوهن و ريتشارد ستالمان ترجمة: زاهر النوتكي. =========================================== "إن حب الحرية هو حب الآخرين بينما حب السلطة هو حب لأنفسنا!!!" ويليام هازليت. إننا في حركة البرامج الحرة نقوم بمساندة حرية مستخدمي البرامج. لقد أصغنا وجهات نظرنا عبر التمعن في ماهية الحريات الضرورية للحصول على حياة أفضل من خلال السماح للبرامج المفيدة في قيام مجتمع حسن النية ومتعاون ومتفاهم في الوقت ذاته. تفصل معاييرنا الحالية للبرامج الحرة الحريات التي يحتاجها مستخدمي البرامج ليكونوا قادرين على العمل ضمن مجتمع ما. إننا نساند حرية المبرمجين كما نساند في الوقت ذاته حرية مستخدمي البرامج أنفسهم. معظمنا كمؤسسي لهذه الحركة عبارة عن مبرمجين بصورة أو بأخرى ونحن نريد حريتنا كما نريد حريتك كمستخدم عادي للبرامج التجارية. ولكن كل منا يستخدم برامج صممت وكتبت بواسطة آخرين لذلك فإننا نريد الحرية الكاملة عند استخدام تلك البرامج وليس فقط عند استخدامنا للبرامج التي قمنا ببرمجتها بأنفسنا. لذلك فإننا نساند في هذه الحركة حرية كل مستخدمي البرامج سواء أكانوا يبرمجوا في أغلب أوقاتهم ، أو يبرمجوا بين الفينة والأخرى أو لم يكن لهم دخل بطلاسم البرمجة على الإطلاق. على أية حال، الحرية التي نشجبها وبشدة هي حرية " اختيار أي رخصة للبرامج التي تكتبها" إننا نرفض هذه الحرية لأنها نوع من السلطة وليس الحرية. الفرق بين الحرية والسلطة أمر دقيق وحساس. حيث أن الحرية عبارة عن القدرة على اتخاذ القرارات التي تؤثر في صاحبها بالدرجة الأولى بينما السلطة عبارة عن القدرة على اتخاذ القرارات التي تؤثر في الآخرين أكثر من تأثيرها في متخذ القرار نفسه. في النهاية عدم تفريقنا بين مفهومي الحرية والسلطة سيؤدي لفشلنا الذريع في تأييدنا للحرية الحقيقية. إن البرامج الإحتكارية هي نوع من السلطة ، إن قانون حقوق النشر الحالي يمنح مطورين البرامج تلك السلطة ، لذلك فهم الذين يقومون بصياغة القوانين التي يجب على الآخرين من مستخدمي البرامج الانصياع لها. لذلك فإن قلة من الناس نسبيا هي التي تحدد قرارات حرية استخدام البرامج عن طريق حرمانهم من حرياتهم. عندما يفتقر المستخدمون للحريات التي تحدد البرنامج الحر، يكونوا بالتالي غير قادرين على تحديد طريقة عمل البرنامج ، أو تفحص الأبواب الخلفية ، أو مراقبة الفيروسات أو الديدان المحتملة. كذلك لا يمكن بمكان التنبؤ بنوعية البيانات الشخصية التي يمكن لهذا البرنامج أو ذاك أن يجمعها عن المستخدمين أو إيقافها على الأقل في حالة اكتشافها. وفي حالة توقف البرنامج لسبب ما ، كل ما على المستخدمين أن يفعلوه هو انتظار مطوري البرنامج أن يمارسوا سلطتهم. فإذا كانت هذه البرامج ليست ما يريدوا بالضبط فإنهم سيضطروا أن يكتفوا بما هو موجود ، إنهم لا يستطيعون أن يساعدوا بعضهم البعض ليحسنوا هذه البرامج. مطوري البرامج في أغلب الأحيان عبارة عن رجال أعمال. كما أننا في حركة البرامج الحرة لم نتطرق لفكرة الاتجار بالبرامج ولكن رأينا ما يحدث عندما تكون لتجارة البرامج الحرية في فرض قوانين اعتباطية على مستخدمي البرامج. تعتبر شركة مايكروسوفت مثالا جيدا (ولكنها ليست المثال الوحيد) في إظهار قدر الأذى الذي يمكن أن يصيب مستخدمي البرامج. حتى وان لم يكن هناك احتكارا من قبل هذه الشركات ولكن البرامج الإحتكارية تسبب ضررا بالمجتمع. اختيار أصحاب السلطة لا يعتبر حرية. في أغلب الأحيان ركزت مناقشات حقوق وقوانين البرامج على مصالح المبرمجين فقط. قلة من الناس في العالم تبرمج بانتظام وأقل منهم من يمتلكوا زمام تجارة البرامج. ولكن جميع العالم المتطور الآن يحتاج أو يستخدم البرامج ، لذلك فإن مطوري البرامج الآن بصورة أو بأخرى يتحكموا بطريقة عيش الناس ،و تاجرتهم و طريقة استمتاعهم أو حتى تواصلهم مع الآخرين. لم تطرح القضايا السياسية والأخلاقية المتعلقة بتجارة البرامج ضمن شعار "حرية الاختيار(لمطوري البرامج فقط)". إذا كانت شفرة البرنامج عبارة عن قانون كما ذكر البروفسور لورانس ليسيج (من كلية الحقوق بستانفورد) ، فإن السؤال الحقيقي الذي نواجهه هو: من يجب أن يتحكم بشفرة البرنامج الذي تستخدمه؟ أنت؟ أم نخبة مختارة من الناس؟؟ نعتقد بأنك كمستخدم لك الحق الكامل في التحكم بالبرنامج الذي تستخدمه وامتلاكك لهذه السلطة هو هدف حركة البرامج الحرة. إننا هنا ندعو بأن مستخدم البرنامج هو الذي يجب أن يحدد طريقة تعامله مع البرنامج ولكن على أية حال ليس هذا ما يقوله القانون اليوم ، حيث أن قانون حقوق النشر الحالي يضعنا في موقع السلطة على مستخدمي برامجنا شئنا أم أبينا. الرد الأخلاقي لهذه الحالة هو المطالبة بحرية كل مستخدم دون تمييز مثل ما ينص قانون حقوق الإنسان من استخدام سلطة الحكومة في ضمان وتوفير حريات كل مواطن. لذلك فهذه هي سبب وجود رخصة جنو ج ب ال (GNU GPL) حيث إنها تضعك في موقع السلطة بالنسبة لطريقة استخدامك للبرنامج بينما تحميك في الوقت ذاته من الذين يرغبون في أن يملوا عليك قراراتك. بينما كثير من الناس بدؤا بالفعل يدركوا أهمية شفرة البرامج أخذوا بالمقابل يشعروا باستحقاقهم لمثل هذه الحريات. لذلك ستتضح أهمية هذه الحريات التي ندعو لها كلما بدأ المستخدمون يعون اهمية القيمة العملية للبرامج الحرة التي قمنا بتطويرها لحد الآن.