نصائحٌ لهواة التقنية

نشره م. وائل حسن -أ… في

هذه بعض النصائح التي أضعها هنا للفت أنظار هواة التقنية إليها لأهميتها البالغة، و مناط تلك الأهمية أن تلك النصائح ستريحهم من كثيرٍ من اللغط و التخبطات أو علي الأقل ستجعلهم يقفون علي أرضٍ صلبةٍ في تقريراتهم و مناقشاتهم المختلفة. و الأهم أنها ستجعلهم يبنون فروعهم الفكرية استناداً لأصولٍ قويةٍ من الصعب اقتلاعها.

النصائح هي:

  •     الوقوف علي مسافةٍ واحدةٍ من كل الأذواق و المشارب و التقنيات المختلفة التي توجد داخل نطاق تخصصنا، و من ثم دراستها جميعها (أو ما تيسر منها إن كان الكل أو الأغلبية أكبر من اللازم)، و بعد الدراسة المتفهمة الجيدة يمكننا أن ننحاز إلي تقنيةٍ ما علي أنها التي نعتقد فيها القرب أكثر ما يُمكن من الصواب.
    و الحرص علي عدم التبعية و البعد التقليد الأعمي؛ فهناك أناسٌ تعودوا أن يسلموا قيادتهم إلي أحد الهيئات أو المؤسسات أو الشركات علي اعتبار أنها الأفضل تقنياً "دائما" و مهما كان قرارها في فرعٍ من الفروع !.
    فالتقليد و إن كان يُتقبل من بعض الناس فإنه في الأصل مذمومٌ للمتخصصين كل الذم، و ما من متخصصٍ تعصب لمُنتجٍ (بفتح التاء و كسرها) دون الاستناد إلي دليلٍ و برهانٍ لانحيازه إلا كان هذا قدحاً في عقلانيته و قدرته علي اتباع المنهج العلمي من الأساس.
  •     الشجاعة في النقد عند وجود مناط الانتقاد، فعلي الرغم من أن هناك من لن يتقبل نقدك للتقنية التي يحبها مهما كانت منطقية النقد أو دوافعه، إلا أنه لا يُمكنك أن تسمح لمثل هذا أن يكبلك و أن يمنعك من استبعاد ما يجب استبعاده أو قبول ما يجب قبوله؛ فعامةًَ أي رأيٍ تقتنع به سيكون هناك من يُعارضك فيه أشد المعارضة، و ربما يري أنك وقحٌ و جاهل !
  •    زيادة القاعدة المعرفية قدر الإمكان؛ فمثل هذا الازدياد قادرٌ علي توسيع آفاق تفكير صاحبه جداً، و يجعله قادراً علي الانتباه (نظراً للنظرة الشاملة التي يمتلكها) إلي ما قد يخفي علي الكثيرين و إن كانوا أكثر منه فضلاً و ذكاءاً.
  •     التجريب العلمي و المعايشة أمران مهمان للغاية؛ فبإمكانهما أن يهدما كل ما بناه الواحد منا من أفكارٍ نظريةٍ و تحويلها في نظره إلي غبارٍ تذروه الرياح.
    و كلما كان مجال التجريب قريباً من الأصول التي نبني عليها آراءنا و فرعياتنا كلما كانت فائدة التجريب أوضح و أقوي (و ربما أكثر صدمة).


عن نفسي دائماً ما أحاول الالتزام قدر الاستطاعة بتلك القواعد السابقة، و لاحظتُ أنني كلما التزمت بها أكثر و أكثر كلما كنتُ أكثر قدرةً علي التقدم و التحصيل العلمي.