تضيف التقنيّة الكثير من التعقيد لحياتنا ان لم نكن يقظين حيال ذلك، فهي تسوّق نفسها دوما على أساس أنها ‘توفّر الوقت’ و ‘تقلّل الجهد’ مفترضة انها بالنتيجة تسهم في ‘تبسيط حياتنا’ .. لكن هل هذا فعلا ما هو حاصل؟!
ربما نعم وربما لا .. دعوني أتساءل: هذه المنتجات جميعها يهمها وقتنا وتعمل على توفيره لكن ما لذي نقوم به في هذا الوقت الموفّر؟ هل اكتسبت حياتنا قيمة أكبر، ربما أصبحنا ننتج المزيد لكن هل أصبحنا اكثر سعادة وهناءًا .. هل نشعر بأن لحياتنا معنى اكبر من ذي قبل؟
البرامج هي واحدة من اكثر المنتجات التقنية استهلاكًا، وفيما يتعلق بالتبسيط يمكننا الحديث حول فكرتين أساسيتين :
الأولى : هي اعتماد برامج اكثر بساطة من البرامج التي نستخدمها حاليًا، وهذا يتطلب شيئا من البحث، وإعادة تقييم لما نحتاجه ومقارنته مع ما تقدمه بعض البرامج من أطنان المزايا التي لا نستخدمها مطلقا ..
برنامج Word (أو بديله الحرّ Writer)مثلا، هو من أكثر المعالجات النصيّة انتشارًا، لكن هل نحن بحاجة دومًا لبرنامج مثقل بآلاف الخصائص التي لا نستخدم سوى عشرة أو عشرين منها فقط!
بالنسبة لي فمعظم كتاباتي أدوّنها باستخدام محرّر نصيّ بسيط، أستخدمه لكتابة التدوينات وتسجيل الملاحظات وحفظ المقالات من الشابكة، بل وحتى كتابة الملفات البرمجية .. تقربيًا فكل ملفاتي هي ملفات نصية.
الحالات التي أحتاج اليها لمعالج نصي قليلة للغاية، وتقتصر على الملفات التي أرغب بطباعتها .. وهنا فقط أستخدم برنامج Writer.
مثال آخر هو برنامج نسخ الأقراص الليزرية الشهير: Nero، هذا البرنامج مثال جيد عن البرنامج المتضخم جدًا والذي يمكنه القيام بمئات المهام الى جانب مهمته في نسخ الاقراص مثل تشغل الصوتيات والمرئيات وعرض البث التلفزيوني وربما طحن البن قريبًا :) .. حجم البرنامج الحالي بلغ عدة مئات من الميغايات!
في المقابل نجد أنّ برنامج IR يبلغ حجمه أربعة ميغابايت، ويقوم بكل مهام نسخ وحرق وانشاء مختلف أنواع الأقراص الليزرية ..
مثال أخير … ان كان كل ما يلزمك في التعامل مع الصور هو إجراء بعض التعديلات البسيطة، فهل أنت بحاجة الى برنامج ضخم مثل PhotoShop أو بديله Gimp للقيام بذلك .. هذا ما يسميه البعض قتل الذبابة بالمدفع!
أعد تقييم احتياجاتك، وابحث عن البدائل.
الفكرة الثانية: تعديل خيارات البرنامج الافتراضية، ورغم انها فكرة بسيطة وبديهيّة فإننا غالبًا لا نستفيد منها..
من الأشياء التي كثيرًا ما أعدّلها هو ما يظهره البرنامج لي في نافذته .. فمن قائمة View عادة ما أقوم بإخفاء شريط الأدوات الخاص بالبرنامج لأننّي أعتمد على اختصارات لوحة المفاتيح، وهذا يتيح لي أمرين: سرعة الوصول للأمر (استخدام لوحة المفاتيح أسرع من استخدام الفأرة في تطبيق المهام) ومظهر أخف للبرنامج.
بعد ذلك أتصفح نافذة Settings أو Preferences لأرى مالذي يمكنني تعديله في سلوك البرنامج ومظهره وغالبًا ما أخرج بنتيجة مرضية..
جرّب هذه الأفكار في التعامل مع البرامج وسترى أن حياتك التقنية ستغدو أكثر بساطة.