في خطوة مفاجئة قرر الائتلاف الفائز في مدينة ميونخ الرجوع إلى البرمجيات الحرة بعد أن توجهت حكومة المدينة الألمانية في عام ٢٠١٧م إلى اعتماد برنامج مايكروسوفت أفيس والتخلي عن مشروع LiMux.
ويبدو أن التقلبات والمصالح السياسية هي توجه سير اعتماد التقنية في مدينة ميونخ وليس القدرات التقنية للبرامج.
يعتبر هذه التوجه الجديد فوزا لحركة البرمجيات الحرة التي تنظر إليه كخيار أفضل من الناحية الاقتصادية والسياسية وشفافية الإدارة.
وقصة البرمجيات الحرة في ميونخ بدأت في عام ٢٠٠٣م عندما قررت مايكروسوفت إنهاء دعم Windows NT 4.0 مما اضطر المدينة إلى البحث عن بديل للنظام المحتكر والابتعاد عنه مع نهاية ٢٠٠٦م .
كانت عملية الانتقال في ذلك الوقت ينظر إليها طموحة ورائدة للبرمجيات الحرة في أوربا حيث تضمنت اعتماد هيئات مفتوحة قياسية وبرمجيات لا تخضع لمزود واحد، وإنشاء بنية سطح مكتب تعتمد على نظام لينكس أطلق عليه LiMux وهو اختصار لـ linux و Munich.
في عام ٢٠١٣م، كان من المفترض أن تكون ٨٠٪ من الأجهزة المكتبية في إدارة المدينة أن تعمل بنظام LiMux إلا أنه في الواقع استمرت في العمل بنظامين مايكروسوفت و LiMux جنبا إلى جنب لعدة سنوات للتعامل مع مشاكل التوافقية بين النظامين.
ومع تغيير في إدارة المدينة في عام ٢٠١٧م، قررت الإدارة الجديدة التخلي عن نظام LiMux والعودة إلى مايكروسوفت في عام ٢٠٢٠م. في ذلك الوقت، ظهرت انتقادات واسعة إلى عمدة المدينة ومساعده وشكوكا بأن هذه الخطوة كان لها علاقة بنقل مايكروسوفت مقرها إلى مدينة ميونخ.
عملية الانتقال إلى مايكروسوفت ومزودي البرمجيات التجاريين التي تقدر تكلفتها بت ٩٣ مليون دولار مستمرة ولن يوقف العمل بها، كما صرحت الإدارة الجديدة إلا أن العقود الجديدة فقط ستتضمن البرمجيات الحرة.
ميونخ ترجع إلى أحضان البرمجيات الحرة مجددا
disqus