طرقٌ غريبةٌ للتنقيح debugging

نشره م. وائل حسن -أ… في

كل يومٍ يتأكد لي بتجارب عملية أن الابتعاد عن الكود و تفصيلاته و تعقيداته يُعتبر من أهم طرق التنقيح debugging؛ و الأمر ليس صدفةً كما قد يبدو؛ فالراحة العقلية التي يوفرها هذا البُعد  يجعل الذهن أكثر تجرداً و أدق نظراً.
و من الطرق الغريبة التي جربتها و تقوم علي الأساس السابق ما يلي:

النوم ^_^

عن تجربةٍ شخصيةٍ: يُعتبر النوم من أفضل طرق التنقيح، و حقيقةً قد جربت هذا بنفسي، ففي بعض الأحيان أكون قد كتبت خوارزماً algorithm  معقداً و تاكدت نظرياً من صحته، و حينما أختبر الكود أجد انه لا يعمل كما ينبغي ! و حينها أشمر عن ساعدي الجد و أبدأ مرحلة تنقيحٍ مكثفة.
و لكن في كثيرٍ من الأحيان أفشل في البداية في العثور علي الخطأ. ثم أنام قليلاً (تاركاً الجهاز يعمل و الكود مفتوح)، و حينما أصحو أنظر إلي الكود مرةً واحدة فأري الغلط bug الذي وقعت فيه، و بإصلاح سطرٍ أو سطرين يعمل الكود كما ينبغي.

انقطاع التيار الكهربائي !

ففي الأيام الماضية كثر انقطاع التيار الكهربي في قريتنا نظراً لضعف البنية التحتية و الحاجة لإراحة المحولات القديمة التي عندنا، و لما كنتُ (بطبيعة الحال) أعتمد في عملي تماماً علي وجود الكهرباء فإن هذا الانقطاع يعني أنني لن أفعل شيئاً عملياً في مشروعي الحالي، لذا كنتُ أستغله في التفكير النظري في حلولٍ للمشاكل التي تقابلني و أحار في حلها.

و لأكثر من مرة وصلتُ إلي الحل أو علي الأقل إلي خيطٍ أدي بي في النهاية إلي الوصول له، و ساعتها أدركتُ بالفعل أن الابتعاد عن التفاصيل قد يكون ذا فائدةٍ كبري في التجرد أثناء حل المشاكل و صرف الذهن عن عوامل التشتيت.


و التنزه أو مشاهدة التلفاز أو الدخول علي الفيسبوك و غيرها من صارفات الذهن الأُخر تؤدي نفس الوظيفة، علي ألا يكون صارف الذهن مسبباً للنكد أو مرهقاً عقلياً بما يقتل فائدة الترويق الذهني له.