فيسبوك و كفي

نشره م. وائل حسن -أ… في

قررتُ في الأيام الماضية أنني سأكتفي بحسابي علي الـfacebook و علي +google و سأستغني بهما عمَّا سواهما، لذا كنتُ أنتهز أي فرصةٍ للابتعاد عن حساباتي في الشبكات الاجتماعية المختلفة التي اشتركتُ فيها من قبل، مثل linkedin و badoo و netlog، بل إنني قمتُ مؤخراً بتعطيل حسابي علي twitter و الذي لم أكن أستخدمه إلا قليلاً جداً بين فتراتٍ طويلةٍ من الوقت !

ببساطةٍ: أنا لا أحتاج إلي كل تلك الحسابات؛ بل أحتاج لحسابٍ في شبكةٍ واحدةٍ يكفيني لكل الأغراض، و قد وجدتُ بغيتي في شبكة الـfacebook؛

حيث تعطيني القدرة علي كتابة جُملٍ قليلةٍ أو كثيرة و بهذا ليست هناك حاجةٌ لحسابي علي twitter،

و تعطيني القدرة علي إدراج الصور و الفيديوهات و بهذا ليست هناك حاجةٌ لـflickr (رغم أن صور الـfacebook لا يراها إلا من يمتلكون حساباً فيه)،

و تعطيني القدرة علي المحادثة و تبادل الرسائل بشكلٍ يتفوق في بعض النواحي علي البريد الإلكتروني التقليدي،
و ما دامت هناك مثل تلك الإمكانيات في أحد حساباتي الشخصية: فلِمَ أحتفظ بكل تلك الحسابات بكل الإزعاج الذي تسببه لي ؟!

ربما يتساءل أحدكم عن السبب الذي يجعلني أنسحب من تلك الشبكات، و يقول "لِمَ لا تترك الحسابات كما هي؛ للعودة إليها لو احتجتَها في يومٍ من الأيام ؟". و الجواب أن تلك الشبكات لا تكف عن الإلحاح عليَّ برسائلها التي تحاول بها جذبي للتحول إلي مستخدمٍ نشط،
فما بين طلبات صداقةٍ (أو ما يشبهها)، أو رسائل ترشيحاتٍ لصداقاتٍ أو مجموعاتٍ (أو ما يشبههن)، أو غيرها من أنواع الإزعاج الأخري: يكاد العقل يطير. و ربما أكون منتظراً لرسالةٍ هامةٍ علي البريد الإلكتروني و أفتحه فأجد أن هناك رسالةً بالفعل، و حينما أُسرع فرحاً إليها أكتشف أنها من إحدي تلك الشبكات تخبرني أن هناك "فلان الفلاني" الذي ربما أعرفه و لذلك ينصحونني بصداقته ! ساعتها يكاد الغيظ يفلق رأسي فلقاً، و أكاد أنغمس في وصلةٍ من السباب المشين.

و أيضاً يُفاجأ المرء في أحيانٍ كثيرةٍ أن هناك من أرسل له رسالةً علي حسابه في إحدي تلك الشبكات و لم يرها إلا بعد مدةٍ طويلةٍ جداً، بكل ما يعنيه هذا من احتمال ضياع مصلحةٍ تهمه، أو التسبب في مشكلةٍ بينه و بين صديقه الذي أرسل له تلك الرسالة لأنه سيظن حتماً أن صاحب الحساب قد تجاهله عمداً، و هذا يجر إلي سلسلةٍ من الاعتذارات لفلانٍ و علانٍ و ترتان، عن إهمال تلك الرسالة أو عدم الرد علي ذلك التعليق أو عدم قبول طلب الصداقة !
كما أن بعض تلك الشبكات يقوم ببعض "الخدمات" المريبة، مثلاً فإن بعض تلك الشبكات قائمٌ أساساً علي خدمة "المواعدة dating" أي عقد صداقاتٍ بين الرجال و النساء باعتبار أن هذا أمراً مرغوباً فيه و يستحق تكريس خدمةٍ اجتماعيةٍ كاملةٍ له، أو علي الأقل ضمه إلي باقة "خدماتها" لزبائنها !!! و بما أنني لستُ مُنحلاً و لا أرغب في التحول لزئر نساءٍ أو ذئبٍ بشريٍ (علي الأقل في القريب العاجل) فقد قمتُ بحذف حسابي علي تلك الشبكة الغريبة.

حينما اشتركتُ في كل تلك الشبكات كان ذلك في الغالب من قبيل الفضول ليس إلا، لكن ذلك الفضول تحول بمرور الوقت إلي نفورٍ وضيقٍ شديد، و في الواقع فإن الشيء الوحيد الذي يجعلني لا ألغي حسابي علي +google هو الربط الذي قامت به قوقل بين كل خدماتها و الذي يخنقني خنقاً.
كان مثل ذلك الربط سيسعدني جداً لو كنتُ أستخدم +google بنفس الشكل الذي أستخدم به الـfacebook، و لكن الحقيقة أن حسابي علي +google ليس إلا رقماً يُضاف لقائمة الحسابات التي تتفاخر قوقل بأنها تستخدم شبكتها الاجتماعية الجديدة ! و لكن لأني أستخدم خدمة التدوين blogger من قوقل فإنني مضطرٌ للإبقاء علي ذلك الحساب.
و لو كانت هناك إمكانياتٌ للتدوين الاحترافي علي الـfacebook، مع توافر عنصرِ الأمان ضد حذف الحساب و قدرةِ الكل علي قراءة التدوينات: لقمتُ بالاستغناء عن خدمة تدوين قوقل بأقصي سرعةٍ ممكنة و استبدلتُ بها خدمة الـfacebook.

الغريب أنهم يصرون علي تصديع رأسك حتي حينما تتركهم بلا رجعة، مثلاً بعد أن حذفتُ حسابي من شبكة netlog فوجئتُ بهم قد أرسلوا لي رسالةً علي بريدي الإلكتروني يودعونني فيها !!!
 

و لا حول و لا قوة إلا بالله.
 
في النهاية أنصحكم جميعاً بأن تريحوا رؤوسكم من كل وجع الرأس ذاك و تكتفوا بشبكةٍ اجتماعيةٍ واحدةٍ إن أمكن، و لو استطعتم ترك كل ذلك الصخب لكان أفضل و أكثر جلباً للراحة.