الكتاب أقل السلع رواجا في وطننا العربي، و هذا الأمر يكاد يجزم به كل من اشتغل في هذا المجال، فعلى الرغم من وجود شريحة من الناس تقتني الكتاب لكنها قليلة ومبعثرة في أرجاء القطر الواحد، فيصل الأمر أن هناك كتب تطبع و تنشر في شمال القطر لا تصل إلى جنوبه! فما بالك أن تصل إلى بلد أخر.
وسبب هذا هو قلة الطلب مما يجعل الناشر يعزف عن الاستثمار في التوزيع ، فلماذا يضع أمواله في بضاعة راكدة في حين يمكنه استثمارها في تجارة رائجة أخرى.
وعلى قلة الدعم الحكومي ما زال يعاني الكتاب المدعوم نفس إشكالية التوزيع، فالحكومة لديها قنوات حكومية للتوزيع ، مما يجعلها غير فاعلة في خارج البلد وحتى ولو وجد الطلب.
وعندما أصبحت الإنترنت متوفرة بزغ فجر المتاجر الإلكترونية التي تقلل من المال المطلوب للاستثمار في مجال توزيع الكتب ، و كان اسم أمازون علما على متجر كتب يمكنك من خلال بضع نقرات أن تشري كتاب من آلاف الناشرين وأنت جالس على كرسيك، يا لها من نقلة.
والحمد لله أصبحت المتاجر الإلكترونية واقعا مدعوما بطرق دفع إلكترونية ميسرة للغالبية و وسائل شحن لا بأس بها ، و قد وصل هذا الرواج إلى الوطن العربي.
واليوم توجد هناك عدة متاجر عربية للكتب ، و هنا سأسرد مراجعة لأهم مزايا و عيوب هذه المتاجر حتى يستفيد منها من ينوي الشراء من تلك المتاجر ، وكل هذا بناءا على تجربة فعلية.
موقع النيل والفرات
يعتبر هذا المتجر من أقدم المتاجر العربية في هذا المجال ، ويزعم أن لديه 400 ألف عنوان ولا يمكن التأكد من صحة هذا الرقم حيث قمت بطلب عدة كتب ووجدتها نافدة.
طريقة الشراء من الموقع تحدث على مرحلتين ، المرحلة الأولى أن تختار الكتب التي تريدها ثم تختار وسيلة الشحن وهنا ستجد مفاجئة غير سارة في أغلب الأحوال و سنعرج عليها في قسم الشحن حيث سيتم احتساب قيمته آليا ، ثم تختار وسيلة الدفع وهي في الغالب عن طريق البطاقة البنكية فيزا أو ماستركارد.
بعد الدفع ستنتقل إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة التأكد من وجود الكتب!! وهذا قد يستغرق 15 يوما فإذا كنت من المحظوظين سيشحن طلبك بعد ذلك و ستضطر إلى مراسلتهم حتى تحصل على رقم التتبع، أما إذا كنت طلبت كتاب غير مشهور أو نافد لأي سبب سيرجع لك نقودك في عدة أيام بشكل آلي مع خصم قيمة تحويل العملات.
يوجد نوعين من الشحن لديهم شحن عن طريق البريد الدولي العاجل EMS وهو الأرخص ولكنه يستغرق من أسبوع إلى أسبوعين حتى يصل إليك طلبك ، الطريقة الثانية وهي استخدام شركة بريد دي اتش ال ، وهذه في العادة تأخذ من ثلاث إلى سبع أيام حتى يصل إليك طلبك.
المفاجئة التي ذكرنها في الأعلى هي تكلفة الشحن التي قد تصل إلى أكثر من قيمة الكتاب مما يجعله مسألة انتظار إقامة معرض للكتاب في بلدك أمر مقبول.
أسعار الكتب مقبولة وهي مشابهه لأسعار المكتبات المحلية.
والدعم الفني جيد حيث إذا وقع خلل أو تغيرت تكلفة الكتاب أو أي شيء أخر يخبروك بكل صراحة عن الأمر و يتركوا لك المجال لكي تقرر هل تريد الكتاب أم تسترد نقودك.
موقع جملون
هذا المتجر جديد نسبيا ، ولكنه لديه ميزة تجعلك تدمنه على علاته! يزعم جملون أن لديه 9 ملايين عنوانا على الرغم أنها ليس حقيقية أي أنها موجودة على الرفوف ، بل هي مجرد عناوين لدعاية.
وطريقة الشراء كالتالي تقوم باختيار الكتب التي تريدها و بعدها تختار نوع الدفع حيث يوجد لديها الدفع عن الاستلام في بعض الدول العربية ودفع عن طريق البطاقات البنكية ثم تقدم الطلب بعد احتساب قيمة الشحن آليا ، ثم تأتي مرحلة التأكد من وجود الكتب حيث قد تستغرق 14 يوم عمل!! وبعدها سيحال الطلب إلى قسم الشحن أو إعادة المبالغ للكتب نافدة.
أهم ما يميز جملون عن البقية هو الشحن المجاني عن طريق شركة دي اتش ال عند الطلب بأكثر من 20 دولارا مع وجود العروض الأسبوعية و الموسمية ، و أسعار الكتب مشابهة للمكتبات المحلية وقد تكون أقل منها في كثير من الأحيان.
أما البطء في عملية التحقق فهذه بلاء يجب الصبر عليه ويهون الأمر عندما لا تكون على عجالة من أمرك.
الدعم الفني جيد حيث لا يكتفون بالبريد الإلكتروني بل يتصلون بالهاتف مباشرة في بسبب أو بدون سبب.
مكتبة دار السلام
الأصل في هذا الموقع هو خدمة دار السلام للنشر ، ولكن أضيفت إليه كتب كثيرة من دور النشر الأخرى ليصل مجموع الكتب المعروضة 19 ألف عنوانا ، و هذا المتجر يعمل من مصر ، و طريقة عمل هذا المتجر أنك تختار الكتب التي تريدها و سيعرض لك قيمتها ، ثم تقدم الطلب ، وفي المرحلة الثانية سيقوم موظف من المتجر بإعلامك بقيمة الشحن و سيطلب منك الدفع ، و يمكن الدفع عن طريق التحويل عبر الوسترن يونيون أو عن طريقة البطاقة البنكية و هي خدمة جديدة.
بعد استلام المبالغ سيشحن طلبك عبر البريد المصري العاجل EMS ،و تكلفته قد تصل إلى نصف قيمة الكتب أو أكثر بقليل ويستغرق أسبوع إلى أسبوعين حتى يصل.
تستغرق المرحلة الأولى من يوم إلى يومين فالكتب موجودة ولا داعي للبحث عنها مثل بقية المتاجر والدعم الفني ممتاز و سريع.
العيب الوحيد هو قلة عدد العناوين بالمقارنة مع المتاجر الأخرى.
موقع فيلسوف
هذا أحدث المتاجر و كان فيلسوف يزعم في بدايته أن لديه الملايين من الكتب و هذا زعم لم يستطع أن يثبته أي متجر عربي فقام بحذفه الآن ، و طريقة الشراء فيه مثل موقع جملون حذو النعل بالنعل لا يختلف إلا بسوء الإدارة.
وتجربتي مع فيلسوف أني طلبت كتابا من دار نشر معينة وكان عدد أجزائه 22 جزءا وكان معهم عرض الشحن المجاني عن طريق شركة أرامكس و عندما وصل الكتاب وجدته من دار نشر أخرى في 8 أجزاء مع عدم إرسال بقية الكتب، الطامة أن قيمة الذي طلبته أضعاف قيمة الثاني والثاني غير موجود أصلا في موقعهم.
الدعم الفني لدى فيلسوف مثل الأطرش في الزفة ، لديه من الأعذار ما يثبت سوء النية ، المهم تواصلت معهم لمدة أربعة أشهر بدون جدوى، كل ما استطعت استرداده هو قيمة الكتب التي لم تشحن في الأصل.
والكتاب المعني ما زال معروضا في موقعهم بنفس القيمة التي دفعتها.
ولأن الشحن أصبح غير مجاني فلا أرى أي سبب يجعل من أي شخص يتعامل معهم ، و اللبيب من اتعظ بغيره.
الطموح
بعد استعراض أهم المواقع نجد التحدي الأكبر هو تكلفة الشحن و آلية توفير الكتب من أكثر من دار نشر ، ونطمح أن تقوم شركة عمل منصة يعرض فيها الناشر كتبه ويكون هو المسؤول عن توفر الكتب والشحن و تكون المنصة هي الضامن لعملية البيع وتحويل الأموال.