=============================
بقلم: حسن إبراهيم
رخصة المقالة: راجع رخصة الموقع الأصلي.
=============================
بداية ما هي المعايير؟
هي مواصفات قياسية لتوضيح كيفية عمل شئ ما. فهي مرجع لنا جميعا لا يعطي فرصة لأن نختلف في معنى ما يتم عرضه. فإذا اختلف اثنان على موضع كلمة إن كانت فاعل أم مفعول به، فسيكون عليهم العودة لمراجع النحو والصرف المعروفة لتحدد بالضبط المعنى المطلوب.
وموضوعنا هو عن المعايير المفتوحة لكن في إطار استخدام الحاسب، في الحاسب تتعامل دوما مع آليات عمل يجب أن تكون متاحة للجميع للحفاظ على انفتاح وحرية انتقال البيانات وسهولة تفاعل أفراد المجتمعات المختلفة، بدلا من الانغلاق والانعزال بصيغة مغلقة محتكرة من منتج واحد.
متصفح الانترنت أو قارئ الأخبار الذي تستعمله الآن لديه القدرة على الأقل على فهم لغة HTML هذه اللغة لها معايير ومواصفات مفتوحة تصدرها مؤسسة ما وهذا نظريا يعطيني إمكانية استخدام متصفح فايرفوكس أو أوبرا أو سافاري أو أي متصفح أختاره لعرض الموقع.
هذا الاختيار في الواقع نابع من أن حرية معايير هذه اللغة تعطي القدرة لأي شخص على كتابة وتوزيع برنامج يستطيع التعامل مع الملفات المكتوبة بهذه الصيغة بدون الحاجة لترخيصها من جهة معينة.
فبدون حرية صيغة البيانات تكون حرية البيانات نفسها بدون قيمة. فالتحدث عن حيادية الانترنت والتحكم الموزع بين كل المستخدمين سيكون غير عمليا إن كانت الانترنت تعتمد على تقنيات احتكارية تتحكم بها جهة معينة. لكن هناك دائما أخطار تواجه حرية هذا العالم الافتراضي، فتستمر دائما محاولات دس معايير ومكونات احتكارية في الانترنت حتى تصبح معتمدة عليها وجزء لا يتجزء من وجودها، وهذا بالطبع يجعل حيادية الانترنت مجرد كلام غير واقعي. بداية من ملفات الفلاش، وانتهاء بالمحاولات التي تجري حاليا لدس تقنية سيلفرلايت الخاصة بميكروسوفت.تلك التطبيقات تحوّل بيئة الانترنت الغير مركزية إلى مطمع تجاري عبر إضافات محتكرة من منتج واحد مما يهدد مبدأ حيادية الانترنت، ففي هذا الوضع فإن حكومة دولة ما لا تتحكم بالانترنت، بل أسوأ، إنها شركة تجارية لا تحترم حرية المستخدمين في برمجياتهم.
الثاني من أبريل هذا العام هو يوم سقطت فيه مصداقية منظمة كاملة تسمى آيزو. تمكنت ميكروسوفت بكل نفوذها من تسميم عملية التصويت لاعتماد معايير المستندات التي قدمتها للمنظمة. وقد صوتت كل من مصر، سوريا، السعودية والإمارات العربية لصالح اعتماد معايير ميكروسوفت ،وبدون أي تعليقات أو انتقادات لحتى بعض الأجزاء. بينما صوتت إيران والهند ضدها.. ويمكن هنا تحميل القائمة كاملة. مازال السؤال المطروح هو هل اطلعوا على هذه الصفحة؟. وربما في حالة مجتمعاتنا العربية حاليا ينبغي أن يكون السؤال هو، هل قرأوا الستة آلاف صفحة المقدمة للمعايير أساسا للتصويت عليه؟
disqus