مع توسع شبكة الانترنت وزيادة تبادل المعلومات الرقمية ظهرت الحاجة إلى صيغة سهلة التداول للمستندات الرقمية مبنية على التقنيات الحديثة في تبادل المعلومات كلغة إكس.إم.إل. وقد قامت مؤسسة أواسيس بتطوير صيغة ملفات في هذا المجال باسم أو.دي.إف وهي صيغة مفتوحة يمكن لأي شخص أو شركة استخدامها ويمكن لأي برنامج أن يحفظ ويعدّل المستندات بتلك الصيغة وتوثيق مواصفات هذه الصيغة مفتوحة للجميع ولا توجد حقوق ملكية أو براءات اختراع قد تعوق انتشارها، وهذه الصيغة مسجلة لدى هيئة المعايير العالمية. تشرف مؤسسة أواسيس على تطوير هذه المعايير عن طريق مجلس محايد يتكون حاليا من صن ، آي.بي.إم، نوفيل، جوجل، إنتل وأدوبي.
حاليا يمكنك استخدام هذه الصيغة ببرنامج أوبن أوفيس وستار أوفيس وطاقم أوفيس شركة آي بي ام المسمى لوتس وكذلك خدمة جوجل دوكس.
ولكي تواكب شركة ميكروسوفت التقدم الذي نشهده في وسائل تبادل المعلومات كان لابد لها من أن تترك الصيغ القديمة لمستنداتها-والتي كانت احتكارية أيضا- لكنها رفضت أن تتبنى الصيغة الحرّة الموجودة بالفعل أو حتى الانضمام للمجلس واخترعت صيغة مستندات خاصة بها وأتى أحدث إصدار منها تحت اسم أوفيس.أوبن.اكس.ام.ال كصيغة افتراضية لمستندات طاقم ميكروسوفت أوفيس ٢٠٠٧ . وفي هذه المسألة يجب إيضاح بعض النقاط:
* لم يكن هناك حاجة لمعايير جديدة للمستندات، لماذا إعادة اختراع العجلة؟ إن كان المعيار الموجود تنقصه بعد الإمكانيات التي تريدها ميكروسوفت، لماذا لم تنضم إلى مؤسسة أواسيس وتقوم بمشاركة التعديلات المرجوة في تطوير المعايير المفتوحة؟
* المعيار المقترح من ميكروسوفت يتجاهل كل المعايير الموجودة، ليخرج بستة آلاف صفحة من ملكية ميكروسوفت الفكرية، قارن هذا بمعايير أو.دي.إف التي تقدر كل ما تم إنجازه في المعايير الأخرى مثل معايير لغة إكس.إم.إل وماث.إم.إل لتخرج في النهاية معايير عالمية تستفيد من كل مما سبق فيما لا يتجاوز 300 صفحة.
* حقيقة استخدام المعايير العالمية الموجودة يجعل من الأسهل استخدام المكتبات الموجودة لتلك المعايير وإعادة استخدامها مما يعني أن دخول شركات جديدة وتطوير عدة برمجيات تتعامل مع هذه المعايير سيكون أسهل.
* لا يوجد حاليا أي برنامج يتبع المعايير التي قدمتها ميكروسوفت، ميكروسوفت نفسها تؤكد أن أوفيس 2007 لا يصلح كمرجع تطبيقي لتلك المعايير.
* مع ضخامة تلك المعايير والمواصفات، فإنها تحتوي على عدة فجوات تترك مجالا لامتدادات احتكارية غير مفتوحة، مما يؤثر على حرية المعايير ككل.
* قدمت ميكروسوفت ميثاق المواصفات المفتوحة والذي يقدم وعدا بعدم مقاضاة أي شخص بانتهاك براءات اختراعها المتعلقة بهذه المعايير وهذا أولا يثبت وجود براءات اختراع على هذه المعايير بالفعل وأن ميكروسوفت قامت بتسجيلها فعلا، وثانيا فإن هذا الميثاق به عدة ثغرات سنقوم بعرضها. وثالثا فإن كانت ملفات أوفيس 2007 غير متوافقة مع المعيار فإن صيغتها إذا لا تندرج تحت هذا الميثاق، وبالتالي مازالت صيغة ملفات أوفيس 2007 احتكارية لأنها في الواقع ليست أوفيس.أوبن.إكس.إم.إل.
تابع المقالة
disqus