المقال التالي نشر أولا باللغة الإنجليزية في مدونة TorrentFreak برخصة المشاع الإبداعي cc-by-sa وننشره ترجمته هنا بنفس الترخيص.
في رد مباشر على مصادرة أسماء النطاق التي قامت بها السلطات الأمريكية خلال الأيام الماضية، بدأت مجموعة من المتحمسين بالعمل على نظام DNS لا يمكن لأي مؤسسة حكومية المساس به.
من المضحك بعد مصادرة اسم نطاق Torrent-Finder محرك بحث التورنت، أن النظام الجديد سوف يكون مدعوما جزئيًا بواسطة بت تورنت.
في الأشهر الأخيرة، كانت الجهود المضادة للقرصنة منصبّة بشكل متزايد على مصادرة أسماء نطاق مواقع ُيشك أنها مخالفة. في الولايات المتحدة يوجد اقتراح قانون COICA الهادف إلى زيادة قدرات الحكومة الرقابية، لكن مصادرة أسماء النطاق عملية سهلة حاليا، كما أرتنا أعمال سلطة الهجرة والجمرك ووزارة العدل في نهاية الأسبوع الماضية وفي بداية هذه السنة.
من السهل على الحكومات أن تستحوذ على مدخلات DNS لأسماء النطاق، أحد الأسباب هو أن العديد من امتدادات أسماء النطاق العليا تديرها مؤسسات أمريكية مثل VeriSign، التي تعمل بتنسيق مع وزارة التجارة الأمريكية. بحسب البعض، إن هذا الترتيب يشكل تهديدا على الإنترنت المفتوح.
لتحديد نفوذ الحكومات على أسماء النطاق، بدأت مجموعة من المتحمسين بالعمل على نظام ثوري لا يمكن للمؤسسات الحكومية التأثير عليه، ولا إسقاطه بواسطة التحكم بالخادم المركزي. بدلا من ذلك، إنها توزع بواسطة الناس بمساعدة تطبيق يعتمد على بتورنت يقوم الناس بتثبيته على حواسيبها.
طبقا لموقع المشروع فإنه يهدف إلى "صنع تطبيق يعمل كأنه خدمة ويرتبط بنظام DNS المضيف للحصول على كل الطلبات لـ .p2p TLD وفي نفس الوقت تمرير باقي الطلبات دون تدخل. طلبات .p2p TLD سوف تحول إلى قاعدة بيانات DNS مستضافة محليا."
"بواسطة صنع .p2p TLD لامركزي بشكل تام ولا يعتمد على ICANN أو أي خدمة DNS يوفرها مزود إنترنت، وبواسطة جعل هذا التطبيق يحاكي تواصل بيتورنت مُعمًّى، سيصبح لدينا طريقة لبدء مكافحة الرقابة بمستوى DNS مثل في اقتراحات القوانين الأمريكية الجديدة أو مثل الأنظمة المعمول بها في دول بشتى أرجاء العالم مثل الصين أو إيران ودول أخرى."
لقد بُدء العمل بمشروع Dot-P2P قبل أيام، لكن المطورون قد أنجزوا تقدما كبيرا. من المتوقع إصدار نسخة تجريبية - بيتا - من العميل في وقت قصير نسبيا، كما أكد أحد أعضاء طاقم التطوير لموقع تورنت فريك.
لقد لاقى المشروع قبول أسماء مألوفة في أوساط مجتمع P2P. من بينهم الناطق السابق لموقع بايرت باي بيتر ساندي والأشخاص من EZTV أيضا يروجون للمشروع.
"بالنسبة لي فإن الأمر هو بالأساس تخويف مضاد. أن نبين لهم أنه لو حاولوا أي شيء فبحوزتنا أسلحة تُصعّب عليهم استغلاله. لو قاموا حينها بالتراجع فقد انتصرنا" عقب بيتر ساندي لتورنت فريك.
رغم أن المبادرين للمشروع لا يزالون يتجادلون في عدة مسائل تقنية حول كيفية عمل النظام، يبدو أن الجانب الإداري قد فكر فيه. سوف يكون تسجيل اسم نطاق .p2p من مسؤولية OpenNIC (يتطلب OpenNic DNS) شبكة DNS بديلها عمادها مجتمع. OpenNIC تقوم بصيانة أسماء النطاقات .geek, .free, .null وأسماء عليا أخرى.
من جهة أخرى، هنالك أصوات تطالب بعملية تسجيل أسماء نطاق موزَّعة، مما سيجعل النظام لامركزيا بشكل كليّ.
تسجيل أسماء النطاق سوف يكون مجانيا، لكن على المسجلين إثبات امتلاكهم لاسم نطاق شبيه تحت امتداد مختلف أولا، لمنع النصابين من الاستحواذ على أسماء الماركات.
نظام DNS الذي يعتمد على p2p سوف يتطلب من المستخدمين تشغيل تطبيق على حواسيبهم قبل أن يتمكنوا من النفاذ إلى أسماء النطاق، لكن هنالك أيضا خطط لإنشاء خادم-جذر منفصل (مثل OpenNIC) ليشكل خدمة مكملة. يجدر بالذكر أن تغييرات DNS ستؤثر على أسماء نطاق .p2p الجديدة فقط ولن تتدخل بالنفاذ إلى أي أسماء نطاق أخرى.
سيكون من المثير للاهتمام مراقبة في أي اتجاه سيذهب هذا المشروع وكم سيشيع تبنّيه. تجري حاليا محادثات لدفع مزودي الإنترنت على قبول امتداد .p2p أيضا، لكن حتى لو لم يحدث ذلك فإنه من الممكن النفاذ إلى النظام بواسطة التطبيق الذي يعمل على بيتورنت وخوادم DNS التي تدعمه.
إن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أنه مهما اتخذت إجراءات تشريعية أو قانونية، فإن التكنولوجيا تبقى دوما متقدمة بخطوة. كلما ازدادت صرامة سلطات القانون كلما ازداد رد متبني الإنترنت المفتوح إبداعا وعزيمة.