قد يظن الكثيرون أن جوجل تستخدم نظام مايكروسوفت ويندوز منصة رئيسه لموظفيها ومبرمجيها بحكم تعودهم عليها ، الحقيقة بعيدة عن ذلك ، هذا ما كشفه لنا مطور جوجل Thomas Bushnell في مؤتمر مطوري أبونتو.
جوجل اختارت جنولينكس لأنه النظام الوحيد الذي يلبي احتياجاتها الضخمة ، فجوجل لديها عشرات الألوف من الموظفين ، ذو مهارات مختلفة و متباينة ، فمنهم من كتب نظام يونكس ، و منهم من لا يعرف عن يونكس أي شيء ، ومنهم المبرمج و منهم المترجم ، هذا الطيف الواسع يحتاج إلى قدرات مختلفة ، ومنهم من يدفع المنصات إلى العمل بطاقتها القصوى خصوصا في تصنيف وبناء برامج جوجل الداخلية و أندرويد و نظام كروم.
الأمن نقطة مهمة جدا لجوجل ليس لحماية أسرار الشركة ، ولكن لحماية بيانات مستخدمي خدماتها ، أي اختراق أمني قد يؤدي إلى كارثة بالنسبة لجوجل.
جوجل اختارت أبونتو لأنها تقدم دعم طويل المدى لأنظمة سطح المكتب فقط ، فجوجل ليست مهتمة بنسخة الخوادم ، وليست مهتمة بأخر و أحدث البرامج و الواجهات ، الشكل أخر ما يهتمون به ، ثم أن ليس كل تحديث مهم بالنسبة لجوجل.
عملية التحديث من إصدارة إلى أخرى عملية مكلفة بالنسبة لجوجل ؛ فتعطيل لمدة خمسة عشر دقيقة حتى يتم التحديث لجميع موظفي الشركة تكلف مليون دولار أمريكي ، كذلك عملية التحديث من إصدارة إلى أخرى تستغرق أربعة أشهر ، فمن غير المعقول تكرارها كل ستة أشهر ؛ لذا اختارت جوجل توزيعة أبونتو ذات الدعم الطويل.
لهذه السياسة مساوئ أيضا ، فبسببها يمكن أن يحرم المستخدمون من تحسينات ضرورية أتت بعد الإصدار ذو الدعم طويل المدى ، مثال ذلك تحسينات وجهة كدي ، و لكن في الكفة الأخرى لا يمكن لجوجل أن تقوم بصيانة جميع الحزم بنفسها .
طبعا جوجل لا تستخدم أبونتو مباشرة ، ولكن تقوم بعمل توزيعة خاصة بها تسمى Gooubuntu مبنية على أبونتو تحوي على جميع أدوات الإدارة و التحديث و الاختبارات و الاستيثاق ، تحوي هذه التوزيعة على الحزم المصرحة من جوجل فقط حفاظا على أمن نظامها.
في سبيل تقديم نظام أمن وثابت لموظفيها تعتمد جوجل على عدة مبادئ وهي:
الكناري
وهي طريقة اختبار التحديثات بشكل حذر ، حيث تهدف إلى التغلب على إشكالية أن فريق اختبار التحديث قد لا يكتشف المشكلة بسبب طريقة استخدامه للتطبيق ، لذا تقوم جوجل بنشر التحديث لمجموعة صغيرة من المستخدمين (طبعا بعد اجتيازه للاختبارات) وتراقب الوضع عن كثب ، إذا لم تحدث مشكلة ؛ سيتم تعميم التحديث ، إذا وجدت مشكلة يتم التراجع عن التحديث ، و بذلك لا تعرض الجميع لنفس المشكلة.
أتممة الأشياء قدر المستطاع
فلماذا يتم تضيع الوقت في أشياء متكررة ، أشياء يستطيع الحاسوب أن يقوم بها ، وقت المطورين يجب أن ينصب على الأشياء غير المتكررة ، جوجل تقوم بمكأفاة الأشخاص الذي يأتممون الأشياء ، و ترقية مرتبطة بمدى قدر الموظف على أتممة الأشياء.
الرجاء ليس استراتيجية
الحواسيب تفشل ولا يمكن إنكار ذلك ، و الرجاء أنها لا تفشل لن يمنعها من الفشل ؛ لذا تقوم جوجل بتخطيط لفشل الأنظمة و إخفاقها ؛ ففشل الأنظمة ليس أمر غير اعتيادي ولكن هو حدث متوقع ، و يجب معاملة فشل الأنظمة على أنه أمر طبيعي وليس طارئ ، و المراقبة النشطة أمر ضروري لاكتشاف الفشل و إصلاحه بأسرع وقت.
إيجاد السبب وليس اللوم
المبرمجون يفشلون كما تفشل الأنظمة ، و يرتكبون الأخطاء ، وإذا تم طرد كل من يرتكب خطأ فلن يبقى أحد في الشركة ، إن الفشل يحدث لا محالة ولكن يجب إيجاد طريقة لعدم تكراره هذا الأهم.
لدى كل موظف صلاحية في طلب مراجعة لأي خطأ هذه المراجعة تشمل كيف حدث الخطأ و لماذا ، و ما هو تسلسل الزمني لهذا الخطأ ، وكيف يمكن يمكن تفاديه ، الجيد في الأمر أنه لا يمكن رفض أو تجاهل هذا الطلب إلا باستثناء من المدير التنفيذي.
وأخيرا أترككم من العرض التقديمي لمطور جوجل Thomas Bushnell: