كيف يمكن للمصادر المفتوحة أن تكون بوابتك إلى عملك القادم

نشره Fahad في

عادةً ما يكون الحصول على الشهادة الجامعية عملاً جيداً، فهو يخبر أصحاب الأعمال أنه بإمكانك المواظبة على شيءٍ ما لعدة سنوات، ومتابعته حتى إكماله. ولكن المشكلة الحقيقية أنه لا يخبرهم بما يمكنك القيام به تماماً. ففي معظم الحالات تكون بيئة العمل مختلفةً جذرياً عن بيئة الدراسة.

عندما تخرجت حاملاً شهادة الهندسة في عام 1991، كان سوق العمل ضعيفاً حينها. وفي الواقع، تلقى ثلاثة منا فقط عروض عمل ضمن المجال الذي اخترناه، وكنت واحداً منهم. وقد قام ثلاثتنا بالالتحاق ببرامج التدريب الصيفية أو ببرامج التعليم التعاوني، حيث قضينا سنة كاملة في ذلك بين إنهاء جامعتنا والبدء بالعمل.

أستطيع تذكر يومي الأول ضمن برنامج التعليم التعاوني. فقد سألت مديري حينها: "ماذا تريد مني أن أفعل؟" فأجابني: "ما يجب عليك القيام به." لم يكن هناك منهج معين للعمل، أو جدول زمني. ضمن مجال الأعمال، تتغير الأمور باستمرار، وكي تكون ناجحاً، عليك أن تتعلم تحديد المشاكل وحلها، وغالباً ما يكون ذلك مبادرةً خاصة بك.

الخبرات من المصادر المفتوحة

بحسب خبرتي وملاحظتي، وجدت أن الطلب على الموظفين ذوي الخبرات في المشاريع مفتوحة المصدر غالباً ما يكون عالياً. التقنيات مفتوحة المصدر كلغات البرمجة والمكتبات والأدوات هي توجه الأعمال الرئيسي الآن. يساعدك المشاركة في المجتمعات مفتوحة المصدر على تعلم هذه الأدوات، وعندما تذهب إلى مقابلات العمل فلن تتحدث فقط عن الشهادة الجامعية الجديدة التي حصلت عليها، بل ستكون قادراً على الإشارة إلى تلك الأشياء التي قمت بها ضمن هذه المشاريع والتي تحدث فرقاً حقيقياً.

وهذه الأمور لا يجب أن تكون مقتصرةً على التعليمات البرمجية فقط. فإذا كنت تريد أن تدخل في مجال التسويق مثلاً؟ المشاريع مفتوحة المصدر في هذا المجال ضعيفة بعض الشيء، قم بالعثور على مشروع تحبه، وطوّر بعض المواد البسيطة التي تخبر الآخرين عن سبب حبك لهذا المشروع. الكثير منا يحبون المشاريع من هذا النوع... وانطلق.

هناك الكثير من الشركات كجوجل أو مايكروسوفت، يملكون عمليات توظيف طويلة ومعقدة. إنهم يهتمون بإيجاد الأناس الجيدين لمجالهم. أنا أتفق معهم في ذلك، ولكن عملية التوظيف لدي أسهل من ذلك. أنا أقوم فقط بإلقاء نظرة على مجتمعات العمل مفتوحة المصدر، وأجد الأناس الذين يريدون القيام بهذا العمل، وبرأيي ذلك أمر كافٍ ليجعلهم أفضل الموظفين.

شخص كان على استعداد للعمل مجاناً، وفجأة يجد من يدفع له ثمن القيام بعمله. هذا يشبه أكل المثلجات ثم إيجاد المال في الأسفل.

أفضل الموظفين هم أولئك الذين يتمتعون حقاً بما يقومون به. أغلب المؤسسات تعاني من الموظفين الذين يريدون العمل من أجل الحصول على الراتب فقط. أذكر منذ عدة أعوام في عام 2009، عندما كانت الأعمال سيئة وكان هناك الكثير من المبرمجين من دون عمل. كان الكثير من الأشخاص يسألونني إذا كنا نوظف أناس جدد. كنت أخبرهم أننا نبحث دائماً عن أناس جيدين، وإذا كنتم مهتمين بالحصول على عمل بدوام كامل يمكنكم الانضمام إلى مشروعنا. ثم أشير لهم إلى نظام تتبع الأخطاء في شركتنا وأقول: "قم بإصلاح زوج من الأخطاء وأرني ما يمكنك القيام به." وفي الواقع لم أجد أي شخصٍ حقق ما كنت آمله.

ولكن منذ عدة سنوات، هناك شاب من فنزويلا بدأ العمل معنا ضمن مشروعنا مفتوح المصدر. وسرعان ما أصبح من العاملين المشاركين المهمين والرئيسين ضمن هذا المشروع. لقد كان يعيش في مدينة كراكاس، وهي مدينة غالباً ما ينظر إليها على أنها أقل أمناً من بغداد. كان يقطع كل يوم ساعتين ذهاباً وساعتين إياباً ضمن الازدحام المروري. لقد استطعنا بعد ذلك أن نقدم له عقد عمل جيد بالإضافة إلى فيزا عمل في الولايات المتحدة. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة مع زوجته، ونحن نعمل الآن كي يحصل كلاهما على الإقامة الدائمة. على الرغم من أنه حالة خاصة قليلاً، إلا أن جميع العاملين في شركتي تقريباً، جاؤوا من مجتمعات العمل مفتوحة المصدر.

أذكر أيضاً إحدى الأيام عندما كان الفريق كاملاً مجتمعاً على الغداء، وطلبت حينها من الذين يملكون شهادات جامعية ودراسة أربعة سنوات أن يرفعوا أيديهم. في الواقع كان الأمر مفاجئاً حينها، فقد كان حوالي نصف الفريق فقط يملكون شهادات جامعية. الشهادة الجامعية أمر مهم جداً، أتمنى أن لا تفهموني بشكل خاطئ، ولكن الأكثر أهمية هو القدرة على إثبات أنك شخص قادرٌ على الإنتاج خارج الفصول الدراسية، وعلى العمل ضمن فريق، ولديك الاستعداد للقيام بالأعمال للابتكار وصنع شيءٍ جديد.

المشاريع مفتوحة المصدر تعني القيام بأشياء رائعة من أجل الاستمتاع بذلك فقط، وهذا شيءٌ من الصعب تعلمه ضمن الفصول الدراسية.

 

هذه المقالة مترجمة من الإنكليزية من تأليف  Tarus Balog