بدأت تجربتي مع كيدي 4 منذ كانت في المهد أي قبل إصدار 4.0 ، حيث كنت أتابع أخبارها و كل ما يقال عنها ، كان مطورا كيدي يشبهونها بالثورة ، و كنت أظن أنها هي منقذ سطح مكتب جنو لينكس ، كنت دائما متحمسا لها و دائما ما أبشر بها من حولي (أظن أن فهد كان أكثر الأشخاص الذين أحدثهم عنها ) ، مرت الأيام و حصلت على نسخة بيتا أو نسخة ما قبل النهائية لكيدي 4.0 ، كانت كارثه ، لم يكن هناك سطح مكتب بالمرة ، و كان ذاك اليوم الذي تعلمت فيه حيلة alt+F2 .
كانت كيدي 4.0 كارثة بالنسبة للمستخدم النهائي ، كانت لا تستحق اسم سطح المكتب ، لذا انتقلت إلى جنوم على مضض ، حاولت أن أتكيف معه لأنه هو الخيار الوحيد حتى صدرت كيدي 4.1 ، كانت خطوة في الاتجاه الصحيح ، ولكن كانت مملوءة بالعلل و الانهيارات ، لكن الحنين إلى كيدي شدني إليها من جديد ، كانت تملك شيء لا تملكه أسطح المكتب الأخرى ، إنه الجمال.
كان تعريب كيدي متوقف تماما ، بل حتى أن فريق كيدي أسقط الدعم عن اللغة العربية بسبب أن نسبة التعريب كانت تحت النسبة المشترطة ، لكن وجدت حزمة تعريب تشمل ما بقى من التعريب من إصدارة 3 ، كانت كافية لكي أختبر اللغة العربية على كيدي 4 ، بالفعل وجدت الكثير من العلل ، وقمت بالإبلاغ عنها ، كانت تجربة الإبلاغ عن العلل و مخاطبة مطورين مباشرا أمر جديدا علي ، فمنذ متى كان المستخدم النهائي يستطيع أن يخاطب المطور مباشرة بدون تدخل فرق الدعم الفني في المنتجات التجارية ؟
بالفعل مع كل علة أبلغ عنها كان هناك تفاعل مباشر ، و كأن المطور ليس لديه إلا متابعة العلل التي أرسلها أنا و أمثالي من المستخدمين النهائيين ، و هذا الأمر زاد من تعلقي بمشروع كيدي ككل ، لكن كانت هناك مشكلة أن جميع الإصلاحات كانت توضع في trunk أي مكان الذي يضع فيه المطورون نتاجهم لكي يصير فيما بعد إصدارة كيدي 4.2 ، حسنا كيف يمكنني أن أستفيد من هذه ؟ حيث كانت هناك علل لا يمكن العيش معها في ما يتعلق باللغة العربية ، حسنا كان هناك خياران أولا أن قوم بتصنيف كيدي بنفسي و أشغل trunk مباشرة ، لكن هذه العملية صعبة جدا و تحتاج إلى الكثير من الخبرة ، و بصراحة فشلت فشلا ذريعا فيها ، الخيار الثاني ألا و هو استخدام توزيعة تصدر تحديث للكيدي بشكل منتظم من trunk ، حسنا هذا الخيار كان الأفضل ، فما عليك إلا تنزيل الحزم الجاهزة و كل شي سيكون جاهزا ، السيئة الوحيدة هي أنه يتطلب تنزيل 600 مجيابايت لكل تحديث ؛ و هذا يتطلب الكثير من الوقت و المال (الإنترنت معنا غالية في سلطنة عمان).
و مع نهاية السنة الماضية و مع كل تلك التغيرات الدراماتيكية التي تحدث في كيدي ، كنت متحمسا لإرجاع اللغة العربية إلى حظيرة اللغات المدعومة ؛ حتى يسهل إيجاد الحزم لها ، بدأت في التعريب كان العمل كثيرا ، و أيقنت أني لا استطيع أن انجزه بنفسي ، فاستعنت بمجتمع لينوكس العربي ليساعدوني ، فلم يكن لدي خيار أخر ، و بالفعل بدأنا في التعريب و بدأت في استقبال ترجمات الأعضاء المتشجعين ، لكن كانت تواجهني العديد من المشاكل ، كان التعريب السابق مملوءة بالعلل الإملائية و النحوية و الدمج و الفصل و الكثير من البلوي بسبب انتقال التعريب من إصدارة إلى إصدارة بشكل آلي ، المشكلة الثانية كانت في ترجمة الأعضاء الجدد فقد كانوا لا يملكون التجربة الكافية في مضمار تعريب البرامج ، مما ولد مشاكل بالجملة ؛ كنت أجتهد في إصلاحها و التنبيه عليها ، المشكلة الثالثة أنا فأنا لست ذريعا في مجال اللغة العربية و ترجمتها ولا نحوها و لا إملائها ، كنت أتبع مبدء المثل القائل الأعور بين العميان شيخ ، فلم يتطوع أحد أفضل مني لهذه المهمة و كنت بحاجة التعريب ، لذا تطوعت لهذا العمل.
في ذاك الأثناء كانت فاقد الأمل في مشروع khtml بسبب تخلفه عن webkit المستخدم في متصفح سفاري و جوجل ، كنت أتذمر فقط ، وفي يوم من الأيام قررت أن أبلغ عن علة تتعلق باللغة العربية ، و تفجأت من سرعة إصلاحها ، و توالى الأمر هكذا حتى تيقنت أن فريق مشروع khtml يسعون بشكل جدي أن يحلوا مشاكله ، ومنذ ذاك اليوم و أنا أتابعهم و أتعلق في كونكيور كمتصفح ويب خفيف و سريع .
الأخبار السارة أني تمكنت من تصريف و تشغيل الكيدي من trunk لأول مرة بعد العديد من المشاكل و الصعوبات ، و بدأت أختبر دعم اللغة العربية للإصدار القادم ، و بالفعل وجدت عله خطيرة و بعد التعمق و سؤال و البحث و جدت أنها تتعلق بالتعريب ! يا ليل ما أطولك ! فبعد نقل التعريب من الإصدارة 4.2 إلى 4.3 فقدت مدخلة مهمة وظيفتها تحديد اتجاه النوافذ من اليمين إلى اليسار أو العكس ، و تسألت هل التعريب مهم لهذه الدرجة ؟
كنت قد عزمت على استكمال مشروع الترجمة ولكن لم يتطوع أحد للمشاركة و لم يتطوع أحد للمراجعة و فقد همتي التي تحولت من التعريب إلى الاهتمام بالمشاكل البرمجية للغة العربية ، و إذا استمر الأمر هكذا ستكون الإصدارة 4.3 هزيلة من الناحية التعريب و مشوهة بالجمل الإنجليزية ، يا خسارة مع العلم أن عدد المدخلات المستحدثة حوالي 3500 في الحزم الأساسية.
إن اليد الواحدة لا تصفق.