بقلم / محمد بدوي
الكثير من المتخرجين الجدد أو ما يطلق عليهم مسمى (Fresh Graduates) يصطدموا بالواقع عندما يتوجهون إلى سوق العمل , حيث أن كل الطلبات الوظيفية تشترط وجود الخبرة السابقة لدى المتأهلين لهذه الوظائف بل و أن الكثير منهم غير مستعد حتى لقبول السيرة الذاتية لهذا المتقدم إن لم يكن يحمل الخبرة المطلوبة السابقة و التي عادة ما تكون مدة كبيرة
فكرة هذا المقال خطرت لي عندما كان يقوم أعضاء موقع الفريق العربي للبرمجة بوضعي تحت المجهر و توجيه الكثير من الأسئلة لي عبر مقابلة مفتوحة في المنتدى و يمكن زيارة هذا اللقاء عبر الوصلة التالية (لقاء مفتوح مع الأستاذ محمد بدوي ، مدير ومؤسس الفريق العربي للبرمجة)
قام أحد الأعضاء بسؤالي (أخي محمد ... ألا تحتاجون إلى مبرمج معكم في الشركة أو الفريق الذي حضرتك تديره .. وهو في أول السلم ..بعد أن يتخرج ؟؟) و هنا خطرت في بالي هذه التدوينه لأبين كيف يمكن التغلب على هذا الشرط ألا وهو شرط الخبرة عندما تكون حديث التخرج و لتضمن بفوزك بالوظيفة المناسبة بإذن الله عند تخرجك
أين تقع المشكلة؟
لحل هذه المشكلة لابد من معرفة مسبباتها و لماذا يحتاج أو لما يشترط أصحاب العمل الخبرة السابقة لشغل الوظائف الخاصة بهم ,بل أن هناك مثال أخر لاشتراط الخبرة كما هو الحال في دولة (كندا) على سبيل المثال حيث أن أكثر المؤسسات و الشركات تشترط للعمل لديها وجود ما يسمى بالخبرة الكندية و ليس مجرد سنوات الخبرة العادية التي اكتسبتها في عملك و هذه معضلة أخرى تحتاج إلى تحليل لمعرفة الجوانب التي تشترط هذا النوع من الخبرة , و خصوصا للمهاجرين الجدد إلى كندا فأن القلة ممن يتقدم بالهجرة إليها يعلم بهذا الأمر فقط و عندما يصل إلى هناك يصطدم بالواقع و يحتاج إلى وقت قصير ليتأقلم معه لان هناك العديد من الطرق التي من شأنها توفير هذه الخبرة بصورة سريعة و منها ما يسمى بالخدمات الاجتماعية و بعض الأمور التي يمكن الاستفادة منها في بقية هذا المقال
بعد تحليل الموضوع لمعرفة المسببات و جد أن السبب هو الحصول على موظف جاهز للعمل و بهذا يقل الوقت و المال اللازم لتدريبه كما يقلل من هامش الأخطاء التي قد يقترفها الموظف و تسبب الخسائر لهذه الشركة و الأهم من ذلك تأهيل الموظف لبيئة العمل الوظيفي كالانضباط بالعمل و احترام التسلسل الإداري و معرفة التأقلم و التعامل مع الزملاء في العمل و بعدها يأتي المهارة المكتسبة في العمل المحدد , مثلا لو طلبت من شخص لشغل وظيفة سكرتير أن يكون بخبرة سنتين فأنه بالإضافة للخبرات السابقة أود أن أتأكد مدى معرفة هذا الشخص بأسرار المهنة و مدى إتقانها مثل ترتيب الملفات و كيفية تلقي الاتصالات و جدولة الأعمال و لربما – تصريف مندوبي المبيعات : ) – المهم دائما أن الحصول على خبرة يعطينا الأولوية في الحصول على العمل
لربما يمتعض الكثيرين من الخريجين الجدد بسبب هذه الشروط ويعتبرونها إجحافا في حقهم , فمن أين سيحصلون على الخبرة إن لم يعملوا و في نفس الوقت لن يتسنى لهم العمل بدون خبرة ! و لذا تجدهم كمن يدور في حلقة مفرغة , و هذه المقالة بإذن الله سوف تساعد في الخروج منها , و لكن قبل الانتقال إلى الحلول و لأخفف الحقد على أرباب العمل دعني أسألك أنت كشخص حديث التخرج و عند رغبتك بقص شعرك فهل تذهب لأي صالون للحلاقة؟ و إن كنت كذلك فهل سوف تسلم رأسك لشخص تخرج بالأمس من معهد الحلاقة و معه موس حاد في يديه؟
أعتقد أن الإجابة هي أنك سوف تختار صالون الحلاقة الذي تعتقد أنه محترف في عمله و يفهم عليك أو على الأقل من تعودت عليه, أما في حال كان حديث التخرج فما هي التساؤلات و الشكوك التي سوف تساورك ؟ و هل ستخاف من أن يقوم بقطع أذنك بالخطاء أم لا :)
هذه هي نفس الشكوك التي تساور صاحب العمل : ) إذا لا تغضب و لتقوم بحل هذه المشكلة
ما هي الحلول لهذه المشكلة
الحل الوحيد هو الحصول على الخبرة الوظيفية , و لكن كيف هي الكلمة المفتاحيه هنا , و هي ببساطة العمل أثناء الدراسة بدوام جزئي و حتى ولو بشكل مجاني و أبداء في البداية في العمل بأي تخصص أو مجال و ذلك في السنة الأولى مثلا و في عطلة نهاية السنة قم بالالتحاق بعمل تخصصي أقرب إلى تخصصك و تابع على هذا المنوال فلو قمت بالعمل لمدة ساعتين إلى أربع ساعات يوميا أثناء الدراسة و من ثم التحقت بوظيفة بدوام كامل أثناء العطل الصيفية فسوف تتخرج و أنت تملك ما مجموعه ثلاث سنوات من الخبرة الوظيفية بل و قد تكون في نفس تخصصك مما تؤهلك للعمل مباشرة في اليوم الذي يلي تخرجك.
4 ساعات يوميا * 4 سنوات دراسة جامعية = سنتين بدوام كامل
4 عطل صيفية * ثلاث أشهر لكل عطلة * 8 ساعات يوميا = سنة بدوام كامل
و من الطرق الأخرى للحصول على الخبرة هي بالتدريب على العمل عبر الإنتاج فمثلا لو كنت مهندسا فيمكنك عمل مخططات هندسية للأصدقاء و الأقارب أو الالتحاق بأحد الجمعيات الخيرية التي تقدم هذه الخدمة المجانية أو حتى التدرب في مكتب هندسي و عمل مخططات خيالية في المنزل لبيت الأحلام مثلا, أما إذا كنت مبرمجا مثلي , فعليك ببناء تطبيقات و برامج ,و في البداية يمكن أن تحاكي تطبيقات موجودة ,و لربما تقوم ببناء تطبيق لحل مشكلة ما , و قس على ذلك في جميع التخصصات الأخرى ,فبالتأكيد سوف تجد طريقة إما للتدرب فيها كموظف براتب رمزي , أو بدون مقابل , أو بإثبات نفسك عبر بناء نماذج من أعمالك و عرضها على صاحب العمل كخبرات سابقة
أتمنى أن يكون هذا المقال مساعدا لكل من لا يود أن يقع بهذا المأزق