الإطلاق الرسمي لمشروع (البرمجة بإبداع)

نشره م. وائل حسن -أ… في

بفضل الله تعالي أولاً و آخراً يسعدني أن أُعلن الإطلاق الرسمي لمشروع (البرمجة بإبداع) و الإصدارة الأولي من لغة البرمجة العربية الاحترافية إبداع بعد عامين كاملين من العمل بصمتٍ قدر الإمكان، و كان عامٌ كاملٌ منهما مُفالشعار الرسمي للغة إبداعرَّغاً تماماً للعمل علي المشروع بكل قوة،
و في المقال التالي تقديمٌ لفكرة المشروع باستفاضة:

***

تحتاجُ الأمة الإسلامية إلى نهضةٍ علميةٍ حقيقيةٍ تكفل لها استرداد مكانتها بين أمم الأرض، على شرط أن تكون تلك النهضة قد تم الترتيب لها بشكلٍ عميقٍ يُغطِّى كافة النواحي المتعلقة بها، مع وضع جدولٍ زمني يُوضِّح الخطوات التي يجب أن تسير عليها في تالي أيامها فلا تكون عُرضةً للتخبط و التشتت.
و أن يقوم على أمر هذه النهضة من يمتلك علماً جيداً بمجالها، فيضع لها جدولها الزمني و يبنى الأساسيات الأولى لها ثم يدعوا الناس لها بعد الوصول فيها إلى مرحلةٍ ليست بدائية، ثم يقوم ذلك الشخص بالتعاون مع من انضم إليه بتنسيق العمل فيما بينهم لتحقيق الجدول الزمني على أرض الواقع.

و بالنظر إلي المجالات العلمية المختلفة سنري أن أكثر العلوم قابليةً للزرع فى الأرض الإسلامية هي العلوم البرمجية؛ لما تتمتع به من مُتطلَّباتٍ ماليةٍ أقل من التي تتطلبها باقي العلوم الأخرى، و خاصةً بعد نهوض حركة المصادر البرمجية الحرة التي وفَّرت لكل من هم على شاكلتنا ما يلزمهم من أدوات النهضة البرمجية بدون أي مقابلٍ مادي.
فتُوجَد أنظمة تشغيلٍ operating systems و مُترجِماتٌ compilers و مُفسِّراتٌ interpreters و مُنقِّحاتٌ debuggers و غيرهن من الأدوات المُندرِجة تحت تصنيف البرمجيات الحرة  free software، و يُمكِننا أن نستخدم كل ذلك  للوصول إلى الهدف الذي نرغبه من تحقيق النهضة العلمية بحيث لا تُكلِّفنا إلا أقل القليل مادياً حتى لا يُزعجنا أمر التمويل. و كذا لتوافر العنصر البشرى من المُبرمِجين و الخبراء في مختلف المجالات البرمجية (و إن غلب عليها المجالات ذات الطابع التجاري).

و ما دام الأمر هكذا فإنني أجد أن الوقت مُناسبٌ للدعوة إلى مشروعٍ أُريد من الجميع المشاركة فيه معى لتحقيق ما نتمناه لأمتنا و ديننا علمياً، فالمشروع الجديد الذي أطلقت عليه اسم (البرمجة بإبداع) هو النموذج الذي وضعتُه لكل ما تحدثت عنه في أمر النهضة البرمجية الإسلامية.
و خلاصة المشروع و الغاية منه هما: تزويد الأمة الإسلامية بكل الأساسيات التي تخص علوم الحاسب البرمجية باللغة العربية و على كل المُستوَيات، بدءاً من ترجمة أهم المنشورات التي تخص أساسيات مجال البرمجيات، وُصولاً إلى إنتاج لغات البرمجة العربية الحرة المُختلفة التي تُنافِس اللغات الأجنبية في قوتها و نُضجها، و ليس انتهاءا بصُنع نظم التشغيل العربية الحرة.

غايات المشروع:
و تفصيل غايات المشروع فيما يلي:

   * ترجمة و تأليف المُؤلَّفات الخاصة بالعلوم البرمجية الأساسية إلى اللغة العربية، و أقصد بالعلوم الأساسية: تلك العلوم المُتعلقة بـ: تصميم لغات البرمجة، و إنتاج المُترجِمات و المُفسِّرات و المُنقِّحات و كافة الأدوات البرمجية الخاصة بها، وُصولاً إلى إنتاج بيئات البرمجة المتكاملة integrated development environments، بل و وصولاً إلى ترجمة كل ما يتعلق بتصميم و إنتاج نظم التشغيل المختلفة.
    و لا أعني هنا الترجمة من اللغة الإنجليزية فقط، بل يجب الاهتمام بترجمة كل المُؤلَّفات الهامة التي تختص بالمجالات المذكورة بالأعلى (أو أي مجالٍ نهتم به فيما بعد) و إن لم تكن باللغة الإنجليزية، فلو كانت هناك رسالة دكتوراه أو ماجستير متميزة و كانت افتراضاً باللغة الألمانية فيجب أن يتم ترجمتُها، إلا أنه نظراً لأنه من المُعتاد أن يقوم المُتخصصون في المجال التقني باستخدام اللغة الإنجليزية فلا أظن أن مثل هذه الحالة سوف تحدث كثيراً.
    كما أن الوصول إلي مرحلة تتبع الأبحاث المُتميزة علمياً بلغاتٍ غير الإنجليزية سوف يأتي في مراحل غايةٍ في التقدم في المشروع، و حينما تترسخ أقدامه و يكون له مصادر تمويله الخاصة و كوادره العلمية المُتفَرِّغة.


  *  إنتاج مُنتَجاتٍٍ عربيةٍ تخص الأدوات الرئيسة في المجال البرمجي، بدءاً من لغات البرمجة العربية بمُختلَف أنواعها و انتهاءا بنظم التشغيل العربية بمُختلَف أنواعها. و أول المنتجات التي وصلت إلي مرحلةٍ متقدمةٍ هي لغة البرمجة العربية الاحترافية (إبداع)، و التي صُمِّمت لتكون لغةً احترافيةً تتمتع بأكبر كمٍ ممكنٍ من القدرات مع الحفاظ علي أصغر حجمٍ ممكنٍ و أبسط شكلٍ لقواعدها. و قد سُمِّي المشروع باسمه ذلك لأنه يعتمد اعتماداً تاماً علي لغة إبداع، و يعتبرها الأساس المتين الذي ستُبنَي عليه بقية منتَجاته.
    و الحديث عن إبداع و مميزاتها يطول جداً، لذا فالأفضل زيارة الصفحة الرسمية للمشروع (التي توَجد في آخر هذا المقال) لمعرفة المزيد عنها و تجربتها بشكلٍ عملي.


الدوافع:
و الأسباب وراء ذلك هى:

  *  عامل تقويةٍ للغة العربية:
    و ذلك باستخدامها في مجال العلوم البرمجية بتوسعٍ بالغ. و الغاية من ذلك جعل العربية جزءاً لا يَتجزأ من العلم البرمجي؛ لأن الاعتماد على الترجمة بدون نقل العلم نفسه إلى اللغة و الإسهام فيه باستخدامها ليس بالأمر الذي يحفظ اللغة من الانهيار، بل يؤخر حدوث ذلك فقط.
    أما حينما تُنتِج العلم بلغتك و تُطور فيه مُستخدماً إياها فإنك تكون حينئذ قد رسَّخت أقدام لغتك في المجال البرمجي بأقوى السبل؛ لأنك حينما تُنتِج علماًَ بلغتك و تُوثِّقه بها لن يكون على الراغب في تعلمه من بنى جلدتك استخدام لغةٍ أخرى في مُطالعته و/ أو نقده و/أو تطويره، و بالتالي ستكون كل الألفاظ التي تُستخدم من ثوب اللغة  نفسها لا رقعاً من لغةٍ أُخرى تُلصَق بلغتك لصقاً.


  *  تنشئة أجيالٍ مُسلمةٍ و/أو عربيةٍ قادرةٍ على البرمجة منذ الصغر:
    لوجود لغة برمجةٍ بلغة دينها و/أو لسانها، و الفارق كبيرٌ للغاية بين أن يتم تدريس البرمجة للأطفال بلغتهم مع البرمجة بلغة برمجةٍ أجنبيةٍ (إنكليزي بطبيعة الحال) و بين أن يكون التعليم و اللغة البرمجية نفسها عربيين مئة بالمئة.
    و عن تجربةٍ حقيقيةٍ أقول أن العلم إذا أصبح بِلُغتنا كان بإمكاننا الإبحار فيه بمنتهى البساطة و الوضوح، و سيكون تركيزنا على التحصيل الحقيقي للعلم و لن نُضيِّع الجهد و الوقت الغاليين في تحصيل أدواتٍ (مثل اللغة الأجنبية) ليست مرغوبةً في حد ذاتها، بل إن الهدف منها فقط أن تُمكِّننا من تحصيل العلم نفسه.
    و هكذا يُمكِننا التركيز على تعليم الأطفال فكرة البرمجة لا تحفيظهم الكلمات المحجوزة الخاصة بِلُغة البرمجة، و سنرى أن الأطفال سيتسابقون (فيما بعد) فيما بينهم بالألغاز البرمجية و حلولها، على العكس من الحالة الثانية التي سيتسابقون فيها بحفظ التلخيصات و أمثلة البرامج و القواعد لسكبها على ورقة الامتحان ثم نسيانها تماماً بعد ذلك !

  *  إعطاء الفرصة لربط المسلمين غير العرب باللغة العربية بشكلٍ أكبر:
    من خلال تحويل العلوم البرمجية إلي اللغة العربية فتُصبِح اللغة العربية بالنسبة لهم لغة دينٍ و تخصصٍ علميٍ في ذات الوقت، و هو المدخل المُتميز لربطهم بالدين بِصِلةٍ و وثيقة؛ و هذا الهدف يُعَد مِن أول الأهداف التي يجب أن يَسعى لها كل راغبٍ في النهضة بالأمة من جديد؛ فليس المسلمون كلهم من العرب، بل إن أغلبهم من غير العرب، و على أكتافهم كما على أكتاف المسلمين العرب تقع مسؤولية النهضة بالأمة من جديد، و ما دامت اللغة العربية تُشكِّل أمراً ضرورياً لا يتجزأ من الحياة الإسلامية فيجب أن يُبذَل أقصى الجهد في سبيل تقويتها عند غير العرب و جعلها لهم كما كانت بالنسبة لمُسلِمي الزمان الأول من العجم كالإمام محمد بن إسماعيل البخاري (صاحِب: صحيح البخاري) رحمة الله عليه قضيةً غير  قابلةٍ للنقاش أو الجدال حولها من الأصل ناهيك عن التخلي عنها.

  *  عاملٌ نفسىٌ هامٌ للغاية:
    يجعل من الحديث عن النهضة الشاملة و استرجاع مكانتنا الحضارية في كل الميادين الحياتية أمراً قوى الحجة إلى أقصى الحدود؛ فمادام الأمر قد نجح في علمٍ من العلوم (و خاصةً إذا كان علماً في غاية التطور مثل علوم الحوسبة) فهو قابلٌ للنجاح في كل العلوم، فقد أُثبِت أنه لا لغة للعلم و أن المهم هو الإنتاج العلمي لا اللغة التي يتم بها ذلك الإنتاج، على العكس مما يقوله دجالو هذا العصر من أن العلم: غربي الهوية، إنجليزي اللغة، و أن تغيير ذلك من المُحال.
    و بدلاً من المجال البرمجي فقط سنجد أن الإنتاج العلمي بالعربية قد توغل في باقي الميادين العلمية بدون استثناء، و رُوَيْداً رُوَيْداً سيأتي الزمن الذي يَستنكر طالب العلم فيه أن يَطلب العلم بِلُغةٍ غير اللغة العربية.


  *  البرهنة على سَفْسَطة القائلين بأن الالتزام بتعاليم الدين ضد العلم و الحضارة:
    حيث أن الأجيال المُحتَلة عقلياً تستغل الجهل المنتشر بين أهل الأمة، و الدجلَ و الشعوذةَ اللذين انتشرا في كل مكانٍ لتسيء للدعوة إلى الالتزام بتعاليم الدين الحنيف أبشع الإساءة. لذا فإن مثل تلك الدعوة للنهضة تُعَدُّ بمثابة الرد العملي على تلك الدعاوى البغيضة، فإذا ما أَمَرْنا بعدها بمعروفٍ أو نَهينا عن مُنكَرٍ و اتُّهِمنا بالتخلف: كان بإمكاننا ترك البرهان النظري و البرهنة بالواقع على العكس، و أن أنفع الناس للأمة هم المُلتزِمون فيها بتعاليم ربهم جل و علا، و أن أشد الناس إكثاراً في الحديث بدون جدوى و تثبيطاً لهِمَم أهل الحَلِّ و العَقْدِ هم مَن ناصبوا أهل الدين العداء و وقفوا في وجوههم.


***

لمعرفة كل ما يخص المشروع يمكنكم زيارة الموقع الرسمي له:

http://ebda3lang.blogspot.com/

 

لتحميل الكتاب الرسمي للمشروع (رسالة البرمجة بإبداع) بنسخته الـpdf المجانية، أو شراء نسخةٍ ورقيةٍ منه من صفحته علي موقع lulu.com (حينما يتم الانتهاء من رفعها)، ستجدون كل ما يخص الكتاب من معلومات و روابط علي الصفحة التالية:
http://ebda3lang.blogspot.com/p/blog-page.html

و لتحميل الإصدارة الأولي من (أُبْدِع) و هو المُفسِّر القياسي للغة إبداع، و/أو تحميل الكتيب الخاص بتعليم كيفية التعامل معه يمكنكم زيارة الرابط التالي:
http://ebda3lang.blogspot.com/p/blog-page_5.html

لمعرفة كيفية المساعدة في المشروع يمكنكم زيارة الرابط التالي و معرفة طرق المساعدة المُتاحَة حالياً:
http://ebda3lang.blogspot.com/p/blog-page_2244.html

الجدير بالذكر أنني شاركتُ بمشروع لغة البرمجة العربية إبداع في برنامج المسابقات العلمي (نجوم العلوم stars of science) في موسمه الرابع، و قد كنتُ من المتأهلين النهائيين الستة عشر، و لتفاصيلٍ أكبر حول مشاركتي في البرنامج يمكنكم قراءة مقالاتي عنها علي هذا الرابط:
http://afkar-abo-eyas.blogspot.com/search/label/نجوم العلوم الموسم الرابع
و مشاهدتي في فيديوهات البرنامج علي هذا الرابط:
http://afkar-abo-eyas.blogspot.com/search/label/فيديوهاتي

كبدايةٍ بسيطةٍ في مساعدتي في هذا المشروع: يمكنكم نشر هذا المقال علي أوسع نطاقٍ ممكن