تحذير: هذه المقالة من الممكن أن تغير مسارك المهني والأكاديمي من الأسوء إلى الأفضل أو العكس. إذا كنت على عجل أو أمامك العديد من الأعمال لتنجزها فلا تقرأ هذه المقالة الآن لأنها طويلة وتحتاج إلى تفرغ ذهني مسبقا لاستيعاب المعلومات التي ستغير مستقبلك. ننصحك بحفظها والعودة إليها لاحقا لتقرأها مع فنجان من القهوة.
ملاحظة: (بدأت بكتابة أجزاء من هذه المقالة كردود لعدة أسئلة وردت إلي من بعض الطلبة الجامعيين..)
وصلتني موخرا رسائل بريدية عدة من طلبة جامعيين بتخصص الحاسب الألي–متسآلين عن ما يجب عليهم القيام به أو تعلمه أثناء دراستهم الجامعية.. قد لا أكون الشخص المناسب ليجيب على مثل هذه الأسئلة بحكم تخصصي البعيد عن الحاسب الالي حيث تخصصت في مجال الفلسفة لا علوم الحاسب الألي ولكنني في الوقت نفسه أخذت الكثير من المواد في هذا التخصص لدرجة أن الكثير من طلاب القسم يحسبوني واحدا من طلاب قسم الحاسب الالي ،بالاضافة إلى ذلك أعتقد بأني كنت أحد قراصنة الكمبيوتر والمبرمجين اللامعين..
القرصنة..
بادئ ذي بدء ، علينا أجابة السؤال التالي: ما هي الأمور التي يجب عليك القيام به أثناء دراستك الجامعية لتصبح هاكرا جيدا؟ هناك أمران أساسيان عليك القيام بهما: أولا أن تصبح مبرمجا محترفا ، وثانيا أن تتعرف على العديد من المشاكل الممكن مصادفتها أثناء البرمجة. في الحقيقة الأمران في الأصل ليسا إلا أمرا واحدا ، لأن كل واحد في النهاية سيقودك للآخر..
أيضا ولكي تكون مبرمجا جيدا عليك أن تعمل بجهد على مشاكل صعبة. والسبيل إلى ذلك هو الاشتراك ضمن فريق في مشروع برمجي يتطلب الكثير من العمل الجاد والمضني..
طبعا من النادر أن تكون مثل هذه المشاريع أحد مشاريعك الدراسية. فعلى سبيل المثال ، تعلم زميلي روبرت الكثير من خلال اشتراكه في كتابة برنامج في الشبكات أثناء دراسته الجامعية. وأحد المشاريع التي عمل عليها هو ربط جامعة هارفرد ب Arpanet (المشروع الأساس الذي استبدل لاحقا بشبكة الانترنت) ، لقد كانت أحد الوصلات الأولية حينها ولكن وبحلول عام ١٩٨٤ توقفت عن العمل. لم يقتصر الأمر على أنها [1] لم تكن أحد مشاريعه الجامعية ولكن بسبب قضائه جل وقته على المشروع أهمل دراسته الجامعية مما أدى إلي فصله عن دراسته الجامعية لعام كامل. (2) في نهاية المطاف أستطاع تسوية الأمر وهو الآن أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT. ولكنك وبلا أدنى شك ستكون أكثر سعادة إن لم تصل الأمور بك إلى هذا الحد ، ومن المؤكد بأنه عاش فترات من الضيق والضغط النفسي..
من الطرق الأخرى المفيدة لكي تكون مبرمجا لامعا هو العثور على أشخاص آخرين جيدين في هذا المجال والاستفادة من خبراتهم.. يميل المبرمجين في كثير من الأحيان إلى تصنيف أنفسهم إلى مجموعات وفقا لنوع العمل الذي يقومون به والأدوات التي يستخدمونها للقيام بذلك العمل ، وكما هو الحال في أغلب المجالات ، بعض المجموعات تعتبر أكثر ذكاء من غيرها.. لذا ألقي نظرة فيما حولك وتمعن في المشاريع التي يعمل عليها "الأذكياء" ، ستدرك حينها أن خلف كل مشروع سبب ما يدفعهم للقيام بذلك العمل.
يعتبر أساتذة الجامعة من الناس الأذكياء نسبيا. لذا يعتبر التطوع والعمل كمساعد باحث (research assistant) من أفضل الطرق للارتباط بعمل ممتع ومفيد. يهتم الأساتذة بشكل خاص بالطلبة الذين تكون لديهم قدرة خاصة على حل المشاكل المتكررة والمتعلقة بإدارة النظم ، لذا تعتبر هذه الفرصة من الفرص السهلة لكل باحث عن المغامرة في هذا المجال. لذا عليك أن تظهر لهم بأنك ستحقق زيادة في ناتج العمل الكلي لأنه من النتائج الحتمية لوجودك وإلا أصبح وجودك لا طائل منه ، لذا عليك أن تظهر هذه النتيجة لهم..
لا تنحبط في حالة تم رفضك في المرة الأولى ، ولا تأخذ مسألة عدم قبولك بصورة شخصية أبدا وإنما أكمل مشوار حياتك وفكر في المرحلة المقبلة.. (الأمر ينطبق في حالات الخطوبة أيضا!!).
عليك أيضا الانتباه إلى نقطة مهمة جدا هنا. فعلى الرغم من أن معظم الأساتذة أذكياء إلا أنه ليس بالضرورة بتاتا بأنهم يعملون على مشاريع ممتعة. يتحتم على الدكاترة بسبب طبيعة عملهم نشر نتائج جديدة لتعزيز سجلهم الأكاديمي ، ولكن هناك الكثير من المنافسة الحادة في المجالات التي تتطلب الكثير من الإثارة والتحدي. لذا يقوم الأساتذة الأقل طموحا بتسليم سلسة من الأوراق البحثية التي تحمل استنتاجات غير مسبوقة؛ لأنه لا يوجد أحدا أخر يهتم بهذه النتائج لعدم أهميتها في الواقع. فنصيحتي لك محاولة تجنب هذه النوعية من الأساتذة.
لم يسبق لي وأن عملت كمساعد باحث ، لذا أشعر بأنني غير واقعي بتوصية اتباع هذا المسار بالذات حيث تعلمت البرمجة من خلال العكوف على كتابة البرامج بنفسي دون أي مساعدة ولا سيما من خلال محاولة تجربة الهندسة العكسية على برنامج Winograd's SHRDLU. لقد كان شغفي بهذا البرنامج أمرا لا أستطيع وصفه ، لقد كان بمثابة أم متلهفة تلاعب طفلها الجديد.
بالرغم من السلبيات العديدة المتمثلة في العمل بصورة منفردة ، تعتبر ميزة امتلاكك للمشروع دون أي مشاركة من أحد أمرا مذهلا. فمن خلاله لن تضطر إلى مساومة أحد أو الحصول على إذن لإجراء التعديلات أو إصلاح العلل ، وإن طرأت لك فكرة جديدة تريد إضافتها للبرنامج ، كل ما عليك فعله الجلوس والبدء بتنفيذها بلا أي تأخير..
عند العمل على مشاريعك الخاصة بك هناك العديد من الأمور التي لا تحتاج أن تقلق حيالها كالقلق من حداثة الفكرة (كما يفعل الباحثون الأكاديميون) ، أو القلق من مدى الربحية التي سيحققها البرنامج (كما تفعل المؤسسات التجارية). كل ما يهمك من مشاريعك الخاصة هو مدى صلابة هذا المشروع من الناحية التقنية وخلوه من أي تعارض مع فكرة البرنامج الأساسية. التطبيقات "الجادة" مثل قواعد البيانات غالبا ما تكون معقدة ومملة من الناحية التقنية (إن كنت تعاني من الأرق بأي حال من الأحوال ، حاول قراءة الكتب الاختصاصية في مجال الشبكات ومالها وما عليها) ، بينما غالبا ما تكون التطبيقات "الطائشة" كالألعاب مثلا بالغة التطور والتعقيد.. أنا على يقين بأن هناك العديد من الشركات المتخصصة في مجال إنتاج الألعاب في السوق تعمل على منتجات ذات محتوي فكري راقي أكثر من تسعة أعشار البحوث المكدسة على أرفف أقسام علوم الحاسب الألي بالجامعات..
لو رجع بي الزمن إلى الوراء قليلا وكنت في الكلية لكنت على الأرجح أعمل في الرسوميات: تصميم لعبة استراتيجية على سبيل المثال ، أو تصميم أداة للرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد. في الوقت الذي كنت فيه طالبا لم تكن هناك إمكانيات كافية لجعل الرسومات والتصميم الجرافيكي مثيرة للاهتمام ، ولكن من الصعب تصور أي شي الآن أكثر متعة للعمل عليه أكثر من هذا المجال..
الرياضيات
يعتقد الكثير من الأساتذة عندما كنت بين مقاعد الدراسة (أو يتمنوا ذلك على الأقل) أن يكون تخصص علوم الحاسوب فرع من فروع تخصص الرياضيات. كانت هذه الفكرة تتداول بين أروقة جامعة هارفرد بشكل أكثر من غيرها من الجامعات والتي حتى لم تحظى بتخصص علوم الحاسوب حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي ، حينها كان على الطلبة أن يتخصصوا في قسم الرياضيات التطبيقية. ولكنه مع ذلك لم يكن أحسن حظا من جامعة كورنيل. وعندما صارحت للأستاذ المخيف كونواي برغبتي في دراسة مادة الذكاء الاصطناعي (من المواضيع الشيقة حينها) ، أخبرني بأن علي دراسة تخصص الرياضيات. ما زلت غير متأكد ما إذا كان يعتقد بأن الذكاء الاصطناعي يتطلب معرفة بالقوانين الرياضية ، أو ما إذا كان يعتقد بأن الذكاء الاصطناعي ليس إلا مجرد كلام فارغ لا قيمة له ، وأن التخصص في شي دقيق من شأنه أن يشفيني من التفكير في طموحات غبية أو من هذا القبيل.
في الواقع فإن مقدار ما تحتاج معرفته من العمليات الحسابية في البرمجة هو أقل بكثير مما يرغب معظم التخصصات الجامعية الاعتراف به. لا أظن بأنك ستحتاج إلى أكثر من القوانين التي تدرس في المدارس الثانوية بالإضافة إلى بعض المفاهيم الحسابية المتعلقة بالحاسب الألي والعمليات البرمجية. (عليك معرفة ماهية خوارزمية ٢^ن إن كنت ترغب في تجنب كتابتها.) كل ذلك ينتفي بطبيعة الحال أن كنت تخطط لكتابة تطبيقات وبرامج حسابية ، فعلى سبيل المثال برمجة الروبوتات كلها عمليات حسابية بحتة..
ولكن في حين أنك لا تحتاج فعليا إلى هذه القوانين بالنسبة إلى أغلب أنواع البرمجة ، ولكن معرفة ألف حيلة وحيلة أمر لا بأس به تساعدك في التمييز بين الصيغ الرياضية. بغض النظر عن كل ما سبق فيعتبر الإلمام بالقوانين الحسابية أمرا يستحق الدراسة إلى حد كبير حيث يعتبر مصدرا قيما للاستعارات لأي عمل من الأعمال ترغب في القيام بها. [3]. وبكل صراحة كنت أتمنى لو أني تعمقت في دراسة القوانين الرياضية أثناء دراستي الجامعية بصورة أكبر لهذا السبب.
وكما هو الحال مع الكثيرين وفي أيام طفولتي ، لم يكن تدريس الرياضيات بالشكل المشجع حيث تعودت على التفكير في الرياضيات والقوانين الرياضية على أنها مجموعة من القوانين التي لم تكن مشجعة أو لها أية علاقة بحياتنا العملية لا من قريب ولا من بعيد (على الرغم من المحاولات لترجمتها إلى "مسائل كلامية") ، ولكن كان جل ما علينا فعله حينها حفظ هذه القوانين عن ظهر قلب من أجل الحصول على علامات جيدة في الاختبارات..
واحدة من أهم الأشياء التي يمكن القيام بها أثناء دراستك الجامعية هو دراستك عن ماهية الرياضيات وما يعنيه حقا هذا التخصص. قد لا يكون هذا من السهولة التي تتصورها لان الكثير من النابغين في هذا المجال يعتبرون من أسوء المعلمين. وبينما هناك العديد من الكتب المشهورة في علوم الرياضيات ، قلة منها ما يحقق الفائدة المرجوة ، ومن أفضل ما يمكن أن يخطر على بالي الان كتاب W. W. Sawyer's و بلا شك كتاب Euclid. [4].
كل شي..
كما قال توماس هكسلي في مقولته الشهيرة "حاول أن تتعلم شيئا عن كل شيئ وكل شيئ عن شيء ما".. ومعظم الجامعات تهدف إلى تحقيق هذا المثل الأعلى عند تدريس طلابها..
ولكن ما الذي نعنيه عندما نقول "كل شي"؟؟ بالنسبة لي ، كل شي يعني كل ما يصادفه ويتعلمه الإنسان أثناء عمله بكل جدية وإخلاص على حل مشاكل صعبة.. جميع هذه الأعمال تميل إلى أن تكون ذات صلة بطريقة أو بأخرى ، حيث في الكثير من الأحيان يمكن تطبيق أفكار وتقنيات أحد التخصصات في تخصص أخر بكل سهولة ويسر، حتى في بعض التخصصات التي تبدو من الوهلة الأولى أنها بعيدة كل البعد.. فعلى سبيل المثال فأنا أقوم بكتابة هذه المقالات بنفس الطريقة التي أتبعها عند كتابتي لبرامجي. كل ما في الأمر أنني أكتب نسخة سريعة دون توقف في التعديل أو المراجعة ، بعدها أقضي الأسابيع تلو الأسابيع في إعادة كتابتها بالصورة الملائمة والتنقيح عليها بالحذف والإضافة وكل ما يتطلبه مني أخراجها بالصورة الملائمة.
أيضا العمل على حل المشاكل الصعبة فقط دون غيرها من الأمور ليست بالأمر الكافي حيث كان الكيميائيون في العصور الوسطى يعملون على حل مشكلات مماثلة ولكن لم يكن منهجهم المتبع آنذاك بتلك الأهمية حيث الفائدة المرجوة من دراسته ليست من الأمور الممكن التعويل عليها ما عدا مقدرة الناس على إيهام أنفسهم بعكس ذلك.. وللأسف كان نوع الذكاء الاصطناعي الذي كنت بصدد دراسته أثناء دراستي الجامعية يعاني من الخلل نفسه. كان التقنيات المستخدمة في معالجة المشاكل الصعبة التي نواجهها غير مناسبة البتة.. بصراحة يمكنني القول وبالخط العريض بأنها كانت خداع واحتيال لا أقل ولا أكثر..
العلوم الإنسانية لم تكن أكثر حظا هي كذلك بسبب تأثرها الملحوظ بالموجات الفكرية الرائجة في ذلك الوقت. فعلى سبيل المثال لو ألتقى فيزيائي بزميل سابق له من ١٠٠ سنة ، فمن الممكن أن ينقل إليه الكثير من الاكتشافات والقوانين الجديدة. ولكن تخيل لو أجتمع أحد علماء النفس بزميل سابق من ١٠٠ سنة؟ كل ما سيفعلونه هو إقحام أنفسهم في نقاشات أيديولوجية لا تسمن ولا تغني من جوع. نعم وبطبيعة الحال هناك فائدة بلا أدنى شك من دراسة أحد مواد علم النفس. الفكرة التي أريد أن أركز عليها هنا هو بأنك ستستفيد بكل تأكيد وستتعلم الكثير من خلال أخذ مواد من تخصص أخر غير مواد تخصصك والخيارات المطروحة أمامك لا تعد ولا تحصى..
التخصصات الجديرة بالاهتمام من وجهة نظري هي الرياضيات والعلوم والهندسة والتاريخ (بالأخص التاريخ الاقتصادي والاجتماعي وتاريخ العلوم..) والهندسة المعمارية والفنون القديمة. من المجدي بكل تأكيد أخذ مادة "مقدمة في تاريخ الفنون." دراسة الأدب الحديث كذلك من الجوانب المهمة ولكن الوسيلة الوحيدة لمعرفة ذلك هو القراءة والاطلاع وإن كنت من عشاق المكتبات فلن تكون بحاجة لمثل هذه المادة. أما علوم الفن والموسيقى فلا أستطيع أن أفتي فيها لأنني لا أملك الخلفية الكافية في هذا المجال..
يمكنك تجاهل دراسة العلوم الاجتماعية والفلسفة والتخصصات الأخري المشابهة والتي أنشئت مؤخرا استجابة للضغوط السياسية. العديد من هذه التخصصات تناقش الكثير من المشاكل الهامة بكل تأكيد ولكن المشكلة تكمن في طريقة طرح ومناقشة هذه المشاكل. كل ما أستطيع قوله بأنها أمر لا طائل منه. فعلى سبيل المثال ، تناقش الفلسفة ، من بين الأمور الأخرى ، عن واجباتنا تجاه الأخرين ولكن لو نظرت إليها بصورة جدية يمكنك أن تتعلم الكثير عن هذا من أمرأة حكيمة أو قراءة لكتب E. B. White أكثر من أي أستاذ أكاديمي.
وأنا أتكلم هنا من تجربة. حيث ربما ينبغي علي أن أشعر بالإساءة عندما يستهزئ الناس بكلينتون لقوله "كل ذلك يعتمد على تفسيرنا لمعنى كلمة "is"". حيث أخذت ما يقارب من ٥ مواد أثناء دراستي الجامعية شغلها الشاغل تفسير هذه الكلمة.
هناك طريقة أخرى لمعرفة التخصصات التي تستحق دراستها هو القيام برسم بياني عكسي يوضح التخصصات التي ينسحب منها الطلبة. فعلى سبيل المثال ، أعرف الكثير من الطلبة ممن حولوا من تخصص الرياضيات إلى تخصص الحاسب الألي بسبب صعوبة هذا التخصص ، ولكن لم يقم أحد بعكس ذلك. في العادة لا يقوم الناس بأمور صعبة بشكل مجاني ولن يعمل أحد على حل مشاكل صعبة إلا إذا كانت مجدية للشخص نفسه. لذا ربما تخصص الرياضيات يستحق الدراسة أكثر من دراسة علوم الحاسب الألي. ومن خلال مقارنات مماثلة بين مختلف التخصصات يمكنك عمل رسم بياني لكل التخصصات المطروحة بالكلية وستلاحظ في الجزء السفلي من الرسم البياني التخصصات ذات المحتوى الفكري الأقل والتي ربما عليك تجنبها.
في حالة طبقت نفس هذا الأسلوب ستحصل على نفس الإجابة التي ذكرتها قبل قليل تقريبا..
دورات دراسة اللغات حالة شاذة. أرى أنها من الأفضل اعتبارها من الأنشطة اللامنهجية مثل صفوف تدريس الشعر. حيث تكون هذه المواد أكثر فائدة عندما تقترن بقضاء بعض الوقت في البلد الذي يتحدث اللغة. وبسبب نزوة عابرة درست اللغة العربية عندما كنت في سنتي الأولى بالكلية. لقد كانت مادة صعبة وتتطلب الكثير من العمل ومن الفوائد الوحيدة المتبقية من دراستي تلك هي المقدرة على استنباط الجذور في اللغات السامية وبعض الأفكار المتعلقة بكيفية التعرف على الكلمات وأقسامها.
تعتبر علوم الفن ودورات الكتابة الابداعية من الأمور التي تحتوي على العديد من القيم. عادة لا تحصل على الكثير من التدريس في هذه المواد ولكنك عليك القيام بالعمل (أو عدم القيام بشيء) بنفسك في أي أمر تختاره ، وتقضي ما تبقى من وقت في تقديم انتقادات وملاحظات على ابداعات بعضكم البعض تحت أشراف استاذ المادة. ولكن تعتبر الكتابة والفن على حد سواء من التخصصات التي تعتبر صعبة وهناك (قلة) من الناس يعملون فيها بكل أخلاص تجعلها تستحق الجهد المبذول عليها وخاصة أن توفقت في العثور على معلم جيد..
الوظيفة
بالطبع على طلاب الجامعة التفكير في أمور أخرى أكثر من مجرد الدراسة ومن المشاكل العملية التي على طلاب الجامعات التفكير بها بصورة جدية: الوظيفة وتكملة الدراسات الجامعية العليا.
من الناحية النظرية ليس من إلزاميات التعليم الحر تزويد الطلاب بتدريب عملي أثناء دراستهم الجامعية ولكن الجميع على دراية أن هذا الأمر غير صحيح البتة. فعلى سبيل المثال يتعلم قراصنة الكمبيوتر في كل كلية الكثير من المهارات العملية أثناء دراستهم وليس عن طريق الصدفة.
ما يجب عليك فعله بهذا الخصوص هو البحث عن الوظيفة التي ترغب بها أنت. فإذا كنت ترغب بالعمل في شركة كبيرة فعليك تعلم كيفية اختراق Blub على نظام ويندوز. أما إذا كنت ترغب في العمل في شركة صغيرة أو في مختبر للبحوث فمن الأفضل لك تعلم لغة روبي على نظام لينكس. أما أذا ارتأيت لنفسك التميز وأردت أن تؤسس شركتك الخاصة بك والتي على ما أظن ستكون أكثر شيوعا ، عليك أن تكون متمكننا من أقوى الأدوات التي يمكنك الحصول عليها لأنك ستكون في سباق حاد مع منافسيك وهذه الأدوات والخبرات ستكون حصانك في السباق.
ليست هناك أية علاقة مباشرة بين المهارات التي ينبغي عليك تعلمها في الكلية والمهارات التي ستستخدمها في الوظيفة ، لذا عليك الارتقاء في الفكر وأن تحدد أهداف عالية المستوى أثناء دراستك الجامعية.
ففي التدريبات مثلا قد يضطر لاعب كرة القدم على ممارسة جهد مضاعف على الرغم من أنه قد لا يضطر ألى بذل مثل هذا الجهد أثناء اللعب الفعلي. وبالمثل إذا حاول أساتذتكم تزويدكم بأشياء تروها أكثر تقدما من التي ستحتاج إليها في الوظيفة ، فإنها قد لا يكون ذلك لأنهم أكاديميين بعيدين عن العالم الواقعي. ولكنهم يحاولون إجباركم على تشغيل فكركم وعقولكم في أمور أكثر تعقيدا من المشاكل الحالية لتدريبكم عليها.
فالبرامج التي ستضطر إلى كتابتها في قاعات الدراسة تختلف عن تلك التي ستكتبها في العالم الحقيقي في ثلاث نقاط رئيسية:
١. في العادة تكون برامج صغيرة نسبيا
٢. عليك البدء في كتابتها من الصفر.
٣. تكون المشكلة المزعم حلها في الغالب اصطناعية ومحددة مسبقا.
أما في العالم الواقعي تكون البرامج أكبر بكثير مما تعودت عليه بين مقاعد الدراسة وتميل إلى استخدام إضافة الكثير من التعليمات البرمجية الموجودة مسبقا ، وغالبا ما تتطلب منك معرفة ماهية المشكلة قبل أن تتمكن من حلها.
لا يتحتم عليك بكل تأكيد التخرج من الجامعة (أو حتى دخول الكلية) لتعلم هذه المهارات. وإن كنت تريد معرفة كيفية التعامل مع البرامج البرمجية الموجودة بالسوق على سبيل المثال عليك المساهمة في المشاريع المفتوحة المصدر. وسيحوز هذا العمل على إعجاب مديرك بصورة مماثلة لإعجابه بالدرجات الجيدة.
لا يمكنك الحصول على الكثير من المرونة في تحديد المهارات التي ستستخدمها في المشاريع المفتوحة المصدر القائمة واختيار المشاكل لحلها. ولكن لا يوجد أي شيء يمنعك من بدء مشاريعك الجديدة الخاصة بك. وفي حالة قيامك بذلك فستستحوذ على إعجاب رئيسك في العمل حتى بصورة أكبر.
أي نوع من المشاكل التي ينبغي عليك حلها؟
الطريقة الوحيدة للرد على هذا هو أن تسأل نفسك إلى ما تحتاجه كمستخدم. فعلى سبيل المثال ، لقد تعثرت في كتابة خوارزمية جيدة لفلترة البريد المزعج لأنني أردت إيقاف الرسائل غير المرغوب بها. كل ما أتمناه الآن أن أكون قد حصلت على قارئ بريد الذي من الممكن أن يحول دون تكدس الرسائل في صندوق الوارد. أميل إلى تصفح بريدي الوارد على شكل قائمة ، ولكن ذلك لا يحل المشكلة القائمة وإنما هو مثل استخدام مفك براغي لفتح علب المشروبات الغازية ، حيث كان كل ما علينا القيام به هو الحصول على فاتح لهذه العلب.
التعليم ما بعد الجامعي
ماذا عن إكمال تعليمك ما بعد الجامعي؟ هل من الأفضل لك أن تلتحق ببرنامج مماثل؟؟ وكيف تختار الخيار المناسب أو الكلية المناسبة لك؟؟
يعتبر التعليم ما بعد الجامعي في الأساس تدريب احترافي على البحث العلمي. لذا ومن هذا المنطلق لا أنصحك بالالتحاق به إلا إذا كنت ترغب حقا في الانخراط في المجال البحثي كوظيفة. ومع ذلك ما يقارب من نصف الناس الذين يحصلون على الدكتوراة في مجال علوم الحاسب الآلي لا يتجهون إلى الانخراط في البحث العلمي. أكملت شخصيا تعليمي ما بعد الجامعي لشغوفي وتشوقي من معرفة المزيد.
لذا إذا كنت مهتما وبشكل رئيسي في البرمجة والتحقت ببرنامج الماجستير ، ستجد الكثير من الطلبة الآخرين مثلك ملتحقين بمجال غير ملائم لهم. وإذا كان نصف من حولك مرتبطين بمجال غير ملائم ، فهل أنت حقا مثلهم؟؟
هناك مشكلة أساسية في قسم "علوم الحاسب الآلي" وتظهر جلية في مواقف مماثلة. حيث لا يوجد من هو متأكد مما يفترض أن يعنيه مصطلح "البحث العلمي" أن يكون. وهناك الكثير من البحوث عبارة عن أكواد برمجية ولكن عليك صياغتها عنوة على شكل بحث علمي أكاديمي لتضيف شيئا ما إلى حصة البحوث العلمية المنشورة بالمجلات المحكمة.
لذلك هناك نوع من التضليل في أن نتساءل عما إذا كنت ستشعر بأنك في منزلك أثناء دراستك للماجستير لأنه قلة من الناس يشعرون بذلك أثناء دراستهم لهذا التخصص بالذات ، والأمر برمته قد لا يشعرك بالارتياح. كما أن فكرة عشقك للبرمجة بشكل خاص لا يمنعك من الالتحاق بتعليمك العالي ولكن هذا مجرد تحذير بسيط من أنك ستفعل الكثير من الأمور التي ربما لم تروق لك يوما ما.
وسوف يكون رقم واحد من هذه الأمور هو كتابتك لأطروحة الدكتوراه. الجميع تقريبا يكره القيام بذلك حتى الانتهاء منها. العملية برمتها تميل إلى تحقيق نتيجة غير سارة ، مثل كعكة مصنوعة من دقيق قمح كامل ومخبوزة لمدة اثني عشر ساعة متواصلة. قلة من الأطروحات تشجع لقراءتها خاصة من قبل أصحابها.
الآلاف ممن قبلك عانوا من كتابة أطروحاتهم لذا فأنت لست الوحيد ممن يعاني ، وما عدا ذلك من فإن دراسة الدكتوراة على مقربة من العيش في الجنة وكثير من الناس يتذكروا تلك اللحظات على أنها من أسعد أيام حياتهم. أما الآخرون وأنا من بينهم لا يتذكرونها إلا بأنها الفترة التي حتمت عليهم كتابة أطروحتهم [٥].
الأمر المزعج في دراسة الدكتوراة بأنك لن ترى الجانب السلبي من البداية. حيث أغلب برامج الدكتوراة لا تبدأ إلا بعد أن تشعر أنك قضيت سنوات وسنوات في دراستك وحضور صفوفك. وفي حالة قررت إنهاء برنامجك والتوقف عند هذا الحد ستعتبر من الطلاب المنسحبين وبكل تأكيد لن تروق لك الفكرة. لقد شعرت بالغبطة كثيرا عندما استطاع روبرت الحصول على مخرج من دون وصمة عار من الفشل بعد أن طرد من برنامج الدكتوراة لكتابته برنامجا ضارا عام ١٩٨٨.
على العموم يعتبر الالتحاق بالدراسات العليا من أفضل معظم البدائل المتوفرة. ستتعرف أثناء دراستك على الكثير من الأشخاص الأذكياء ، وستكون المماطلة الكئيبة أحد الخصال التي ستشتركون بها على أقل تقدير. وبكل تأكيد ستحصل على غايتك في النهاية وهي شهادة الدكتوراة. لقد نسيت ذلك ، وعلى ما أعتقد أن هذا شيء يستحق التضحية من أجله.
ومن الميزات العظيمة لشهادة الدكتوراة (إضافة إلى كونها بطاقتك الائتمانية بين الأوساط الأكاديمية بكل تأكيد.) هي أنها تمنحك الثقة الكاملة بنفسك. فعلى سبيل المثال ، مقياس هانويل للحرارة في بيتي يحتوي على أبشع واجهة مستخدم واجهتها بحياتي. أمي كذلك والتي تملك النموذج نفسه ، قضت يوم كاملا بقراءة دليل المستخدم لمعرفة طريقة استخدامه لظنها أن بجهازها عيب تصنيعي. لذا أستطيع القول وبكل ثقة أن أذا لم يستطع شخص يحمل شهادة دكتوراة في علوم الحاسب الالي من فهم ألية عمل هذا الثرموستات ، فلا بد أن يكون الجهاز سيء التصميم.
إذا كنت لا تزال تملك الرغبة في مواصلة تعليمك ما بعد الجامعي بعد فراءتك لهذه النصائح المبهمة والملتبسة ، يمكنني أن أقدم لك نصيحة واحدة حول الكيفية التي ستسعى إليها لتحقيق ذلك. الكثير من أصدقائي الآن أصبحوا أساتذة في علوم الحاسب الألي ، لذا فلدي القصة الكاملة عن شروط القبول. آلية القبول لبرامج الدكتوراة تختلف تماما عنها في دراسة الماجستير حيث في معظم الكليات موظفي عمادة القبول هم من يقرورا الطلبة المقبولين من غيرهم بينما في برامج الدكتوراة الأمر مختلف حيث يتخذ هذا القرار أساتذة الدكتوراة أنفسهم. وهم يحاولون أن يكونوا أنتقائيين وأن يقوموا بالمهمة على أكمل وجه حيث سيقومون هؤلاء الطلبة المقبولين بالعمل لدى الدكاترة.
على ما يبدوا أن رسائل التزكية هي ما يحدد درجة قبولك من عدمها في الكثير من الأحيان. لا يمكن الاعتماد على الاختبارات الموحدة في تحديد أي شي ، بينما الدرجات كذلك لا تقيس المستوى الحقيقي للطالب. أما أطروحتك المبدئية في الغالب فرصة لحرمان نفسك من القبول من خلال قول شيء غبي دون إدراك ذلك. لذا الأمر الوحيد الذي يعول عليه الدكاترة في أجراءات القبول هي رسائل التزكية ويفضل أن تكون من أشخاص هم على معرفة بهم[٦].
لذا اذا كنت ترغب في الحصول على القبول في برنامج الدكتوراة ، فإن مفتاح القبول هو إقناع الأساتذة المشرفين على البرنامج الراغب في التقديم له. ومن خلال معايشتي لزملائي الدكاترة ، فإنني أعرف أن النقطة الأساسية التي تثير انتباههم هي بأن لا تحاول إقناعهم بقبولك لمجرد قبولك. هم لا يهتموا كثيرا بالطلبة الحاصلين على درجات ممتازة أو يريدوا أن يكونوا مساعدين باحثين حتى يتمكنوا من الحصول على قبول ببرامج الدكتوراة. وانما في الجانب الأخر هم معجبون بالطبلة الحاصلون على درجات ممتازة ويرغبوا في العمل كمساعدين لأبحاثهم لاهتمامهم وشغفهم بالمواضيع البحثية.
لذا فإن أفضل شيء يمكنك القيام به أثناء دراستك الجامعية سواء رغبت في الالتحاق ببرامج الدراسات العليا أو أن تكون مجرد مبرمج جيد هو معرفة ما تريد أن تحققه في مشوارك الحياتي. ليست من السهولة بمكان خداع الدكاترة في عمليات القبول كما يستحيل خداع المشاكل البرمجية التي ستواجهها لتسمح لك بحلها دون اي جهد. بمجرد دخولك الكلية ستتوقف كل المظاهر وعمليات التزوير عن العمل. ومن هذه اللحظة (إلا أن كنت تريد العمل لشركة كبيرة والتي هي بمثابة العودة إلى المدرسة الثانوية) فإن الطريقة الوحيدة التي ستوصلك إلى تحقيق هدفك هو أن تفعل ما تحبه حقا..
الملاحظات:
١. على ما يبدو أن أحدا لم يلق له بالا في ذلك الوقت مما يدل على عدم أهمية Arpanet (والذي أصبح بما يعرف بالانترنت حاليا).
٢. ولهذا السبب عندما أصبحت مالك لمؤسستي الخاصة ، لم يكن يهمني مستويات موظفيي الاكاديمة (GPAs). في الحقيقة ، إننا نسعى إلى استقطاب الكثيرين ممن فشلوا في دراستهم الأكاديمية. في مرة من المرات وضعنا لافتات حول جامعة هارفرد تحمل الشعار التالي: "هل تم طردك مؤخرا من أروقة الجامعة لعدم مقدرتك في الحصول على الدرجات المطلوبة لانشغالك بانجاز مشروعك الخاص؟؟ اذن التحق بالعمل لدينا!!". من خلال هذا الاعلان تمكنا من العثور على طالب كان ولا يزال من المبرمجين المتميزين.
عندما كانت تقوم جامعة هارفرد من طرد الطلاب لسنة دراسية كاملة ، كان عليهم البحث عن عمل ما. لذا كانت الفكرة هي أظهار حقيقة العالم الخارجي الفظيعة حتى يحسوا بقيمة النعمة التي كانوا فيها. ولكن كانت لهذه الخطة نتائج عكسية مع هذا الطالب بالذات الذي انضم إلى العمل في فريقنا ، لقد كان مستمتعا بالعمل لدينا أكثر من استمتاعه من قضاء الوقت بين مقاعد الدراسة واستلم راتبا تلك السنة أكثر مما يتقاضاه أي من أساتذته. لذا وبدل أن يعود متذللا إلى مقاعد الدراسة في السنة اللاحقة قرر الانسحاب لسنة أخرى والسفر إلى أوروبا. في نهاية المطاف تمكن من التخرج من الجامعة وهو على مشارف ٢٦ سنة.
٣. يقول أريك ريموند بأن أفضل الاستعارات المستخدمة بين المترجمين هي في النظريات ، التوافقيات ونظريات الرسم البياني.
كما يذكرك بلاكويل من دراسة بعض المواد من تخصص الرياضيات أمرا كافيا بدل التخصص في الرياضيات. "يعتبر الحساب للمهندسين أمرا بشعا وفي الحقيقة كل من الرياضيات والقانون والكتابة والتصميم الجرافيكي أمرا غير محبذا".
٤. من الكتب التي أنصح بقراءتها بشدة: ماهية الرياضيات؟ لكاتبيه كورنت وروبنز وكتاب الهندسة والخيال لكاتبيه هيلبرت وكوهن فوزين. ومن له شغف في التصميم الجرافيكي يمكنه الاطلاع على كتاب بيرن أكليد.
٥. إذا كنت ترغب أن يكون لك حياة كاملة ، فمن الأمور التي يمكنك القيام بها هو أكمال دراستك العليا وبصورة سرية حاول كتابة أطروحة الدكتوراة في السنة الأولى أو الثانية على أقصى تقدير. وبعد ذلك استمتع بالسنوات الثلاث المتبقية. هذه الخطة ستسهل الكثير لطلاب الدكتوراة ولكن في الحقيقة قلة من الطلبة يستطيعوا الالتزام به.
٦. واحد من زملائي الاساتذة ذكر لي بأن ١٥-٢٠٪ من طلاب الدكتوراة المتقدمين للدراسة يملكون فرصة كبيرة في القبول. وما يعنيه بذلك بأن هؤلاء الطلاب قاموا بتقديم ملفات قريبة من الكمال في كل شيء تقريبا إلا أن لا أحد في لجنة القبول يعرف الأساتذة الذين كتبوا رسائل التزكية لهولاء الطلبة.
لذا في حالة رغبتك في بالالتحاق ببرنامج دكتوراة في العلوم ، عليك البحث عن مكان ما به أساتذة يقومون ببحث عملي حقيقي. وإلا فسوف تكون مسألة قبولك مسألة رهان محفوف المخاطر برأي أعضاء لجنة القبول بغض النظر عن مستواك الحقيقي.
وهو ما يؤدي ضمنا إلى نتيجة مدهشة ولكن لا مفر منها على ما يبدو: بعض كليات الفنون الحرة محكوما عليها بالفناء. فمعظم الطلبة الأذكياء في المدارس الثانوية يخططون للالتحاق بالتخصصات العلمية حتى ولو أنهم يفكرون حاليا في أمر مغاير. لماذا تلتحق بكلية تحد من خياراتك؟؟
شكر..
الشكر موصول إلى كل من بلاكويل تريفور ووين أليكس وليفينغستون جيسيكا وروبرت موريس واريك ريموند والعديد من أساتذة قسم الحاسب الالي الذين لا تحضرني أسمائم حاليا لمراجعتهم لمسودات هذه المقالة. وبطبيعة الحال لا أستطيع اخفاء امتناني للطلبة الذين بأسئلتهم بدأت بكتابة هذه المقالة.
كاتب هذه المقالة هو بول جراهام وهو مبرمج و مستثمر و كاتب عرف بعمله بلغة ليسب ومشاركته في تأسيس تطبيق فياويب (Viaweb) وأيضا مشاركته في تأسيس مبادرة واي-كومباينيتور وهي مبادرة لدعم الراغبين في إطلاق مشاريعهم الخاصة، وهو أيضا مؤلف كتب أون ليسب (1993), كومن ليسب (1995) و هاكرز أند بانترز (2004). وصلة المقالة باللغة الانجليزية هنا ، ترجمة زاهر النوتكي.