أدار المقابلة: جينيفر كليور.
هذه المقابلة هي الرابعة ضمن سلسلتنا على مدار ٣٠ أسبوعا والتي نقوم من خلالها بتقديم لمحة مختصرة عن حياة هؤلاء المطورين واحدا تلو الآخر بشكل أسبوعي. كانت مقابلة الأسبوع الماضي مع سارة شارب (مشرف فريق تعريف xHCI على نواة لينكس)، يمكنكم رؤية كل المقابلات السابقة ضمن تصنيف المقالات .. يفترض من هذه اللمحات البسيطة والتي نقدمها عن حياة هؤلاء المطورين على مدار عام ٢٠١٣ أن تقدم نبذة مختصرة عن أعمالهم وطريقة قيامهم بها بالإضافة إلى توضيح بسيط عن كيفية الاشتراك بالعمل معهم والسبب الذي من خلاله أصبحوا "علما في رأسهم نار".
الاسم الكريم؟؟
جين ديلفير
ما الدور الذي تلعبه في مجتمع البرمجيات الحرة/أو ما الأنظمة التي تشرف على تطويرها؟؟
أشرف حاليا جنبا إلى جنب مع مطورين آخرين على نظامين فرعيين في نواة لينكس: I2C (الدعم الأساسي لبروتوكول I2C وSMBus والبروتوكولات ذات الصلة بها بالإضافة إلى العديد من تعريفات أدوات تحكم SMBus لأجهزة x86) و نظام hwmon (نظام مراقبة سلامة الأجهزة مثل: سرعة المراوح ودرجات الحرارة).
في بداية الأمر كنت أشرف على النظامين بمفردي ولكن ما إن زاد ضغط العمل في السنوات الماضية إلى حد لم أستطع أن أتعامل معه، أجبرت على البحث عن مشرفين آخرين للعمل معي. يعمل المشروع حاليا بشكل جيد.
بالإضافة إلى ذلك فأنا أساهم في بعض المجالات الأخرى من مثل تعريفات البطاقات الرسومية لكل من V4L و DVB.
من أين تستلم راتبك الشهري؟؟
من الناحية التقنية فإني استلم راتبي من قبل "Novell SARL بفرنسا" ولكن من الناحية المنطقية من "Suse" أحد الأقسام التجارية لمجموعة "Attachmate" التجارية.
أين تسكن؟؟ وما سبب اختيارك لذلك المكان بالذات؟؟
أسكن في فرنسا وبشكل أكثر تحديدا في مدينة ميريناك بالقرب من مدينة بوردو على الساحل الجنوبي الغربي من فرنسا. أما سبب اختياري فرنسا فلأني ولدت ها هنا. أما لسبب أختياري لمدينة ميريناك قصة طويلة نوعا ما ولكنها ممتعة في الوقت نفسه. عندما أنهيت مع صديقتي التي ستصبح زوجتي فيما بعد دراستنا الجامعية في الفترة بين ٢٠٠١/٢٠٠٢ واجهنا وقتا عصيبا في الحصول على وظيفتنا الأولى حيث الأزمة التي تبعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليست بالأمر الهين للمبتدئين حيث توقفت أغلب شركات التقنية من قبول تعيينات جديدة. وبما أننا لم تكن لدينا الرغبة في العيش في باريس في بادئ الأمر كان علينا قبول واقع الأمر والبدء بالعمل هناك بعد مرور ما يقارب من العام بدون وظيفة.
انتهي بنا المطاف في قضاء ٣ سنوات في باريس ما بين ٢٠٠٣ و ٢٠٠٦ والعمل لعدد من الشركات الاستشارية لتقنية المعلومات. كانت أغلب الوظائف غير مغرية وأهدرنا الكثير من الوقت على وسائل النقل العامة بالإضافة إلى الكثير من المال في دفع أيجار السكن. ولكننا على الأقل حصلنا على الخبرة اللازمة. وفي أواخر سنة ٢٠٠٥ أرسلت سيرتي الذاتية بشكل عفوي في وقت واحد لكل من شركة "Red Hat" و"Suse". قُبِلَ طلبي للعمل بشركة Suse وبدأت العمل لديهم من منزلي من بداية شهر أبريل لعام ٢٠٠٦.
في الوقت نفسه كانت زوجتي تبحث عن عمل في أي مدينة من مدن فرنسا الجنوبية والتي انتهى بها المطاف للعمل في مدينة بوردو. وبما أنني قد أكملت ما يقارب الأربعة الأشهر من المنزل من دون مشاكل، وافقت الشركة لي باللحاق بزوجتي والانتقال للعيش في بوردو. اخترنا السكن في مدينة ميريناك حيث يقع مطار بوردو ليكون الأمر سهلا إن احتجت إلى السفر إلى نونبرج أو براج للاجتماع بزملاء العمل أو القيام بأمر مماثلا.
ومنذ ذلك الوقت أصبح لدينا طفلين وتوقفت زوجتي عن حياتها المهنية لبعض الوقت لتربيتهم. وقمنا بشراء شقة أكبر أعلى بثلاثة طوابق من شقتنا المستأجرة السابقة. هذا المكان من الأماكن المناسبة لتربية الأطفال وليست لدينا أية نية للانتقال إلى مكان آخر.
ما الأدوات التي تفضل استخدامها في تطوير البرامج؟؟
أنا رجل بسيط الأذواق. نافذة سطر الأوامر وأمر make ومصرّف جنو لينكس(gcc) تجعلني سعيدا. بالإضافة إلى Quilt لإدارة الترقيعات والإصلاحات و كل من Git أو Subversion لإدارة الكود المصدري. واستخدم كذلك Nedit كمحرر النصوص المفضل والذي يعتبر غير شائع مقارنة مع التطبيقات الأخرى المماثلة.
أي الأنظمة تستخدم؟؟
بالنسبة إلى أنظمة التشغيل فأنا استخدم SLED على جهاز العمل أما على جاهزي الشخصي فأنا أستخدم openSUSE.
أما بالنسبة إلى بيئة سطح المكتب فقد انتقلت بين أكثر من بيئة. فعلى سبيل المثال جربت كيدي ٣ عندما كنت انضممت إلى سوز. وبعد أن أطاح الترقية إلى كيدي ٤ باختصارات لوحة المفاتيح الخاصة بي انتقلت إلى جنوم ٢. كان جهازي الشخصي يعمل على واجهة Xface لفترة من الزمن وأخيرا انتقلت إلى جنوم ٣ ولكنني وبكل تأكيد سأعود مجددا لاستخدام Xface حيث يستهلك جنوم ٣ موارد بطاقة العرض أكثر مما تتحمله بطاقة جهازي المتواضعة.
أما بالنسبة للتطبيقات الخدمية فمتصفحي هو فيرفكس وClaws كعميل للبريد الإلكتروني الذي استخدمه في التطوير وأدير ألبوماتي الموسيقية باستخدام تطبيق MPD.
كيف انضممت إلى مجتمع تطوير نواة نظام لينكس؟؟
عندما انتقلت من استخدام ويندوز إلى نظام لينكس في عام ٢٠٠١ ، كان لينكس لا يعطيني أي معلومات عن درجة حرارة المعالج أو سرعة المروحة المرفقة به. وكنت في حاجة ماسة لمعرفة ذلك. لذا قررت الانضمام إلى مشروع lm-sensors لأجهزة الاستشعار وعرضت عليهم مساعدتي في أجراء التجارب والاختبارات. تأقلمت على العمل مع المجموعة الرائعة، وأكملت معهم حتى أضيف عملنا (IIRC) بنواة لينكس في عام ٢٠٠٥، على شكل نظام i2c الفرعي و نظامhwmon الفرعي، وساهمت في إنجاز ذلك. مع ذلك الوقت خرج الأعضاء الأساسين من المشروع، وأصبحت حينها رئيس الفريق، ولا أزال حتى هذا اليوم.
ما سبب استمرارك في الاهتمام بالمجتمع حتى الآن؟؟
هناك جانبين اثنين: التحدي التقني ومساعدة الناس في حل مشاكل حقيقية. كان ثمة تحد تقني يواجهنا بصفة دورية مثل ظهور جهاز لنقوم بتعريفه على النظام وربما بميزة إضافية غير متوقعة أو ظهور معيار جديد في نواة لينكس يتطلب تعديل الكود الموجود لكي يتطابق معه أو حتى ظهور واجهة برمجة جديدة (API) لنقوم بتحويل العديد من تعاريف قطع الأجهزة لنستفيد من الحجم أو تحسن طفيف في الأداء وما إلى ذلك في دوامة لا تنتهي أبدا.
وبالمثل يرسل إلينا المستخدمين كل أسبوع بمشكلة لنبدأ مسيرة البحث عن حل لها ربما تكون في بعض الأحيان مشكلة بسيطة ولكن في أحيان كثيرة مسألة حلها أما صعب للغاية. ولكنني دائما ما أشعر بالغبطة عندما أقوم بحل أي مشكلة ما. أوه تذكرت أمرا أخرا ، وبطبيعة الحال بما أنني استلم راتبا للقيام بذلك فهذا أحد الأسباب القوية التي تشجعني للاستمرار بالقيام بما أقوم به حاليا.
ما أكثر شيئا استمتعت به أثناء اشتراكك في عملية التطوير التعاونية (النقاشات الحادة ، تسليم الأكواد البسيطة أو الإنجازات المدهشة)؟؟
مع مرور الوقت تعلمت أن أبقى بعيدا عن النقاشات الملتهبة ولقد وجدت وسائل أفضل أقضي بها وقتي.
الأكواد البرمجية السخيفة قليلة جدا في عالم المصادر الحرة مقارنة مع ما كنت أعانيه في عملي على البرامج المغلقة سابقا. وهذه من الأمور المدهشة حقا في عالم المصادر الحرة حيث لا يتطلب منك قبول كل الأكواد التي تستلمها ولكنها نادرا ما تكون بلا فائدة.
لم تكن هناك الإنجازات مدهشة في المجال الذي أعمل عليه، ولا أذكر أمرا واحدا أبهرني من الوهلة الأولى وربما كانت العلة أننا لم نكن أناس مسوقين وإنما كنا نمل تعمل بلا كلل أو ملل. ليس المدهش هو ما سأفعله اليوم ولكنها الحقيقة أني عملت على هذا الأمر منذ ١٠ سنوات وسأظل أعمل على تطويره ل١٠ سنوات أخرى على الرغم أننا لا نلقى التشجيع الكاف مقارنة مع المشاريع الأخرى. والأمر المدهش أيضا أننا لم نتخل عن نظام لينكس والذي كان خلف منافسيه في كل مجال تقريبا. التقدم في نظام لينكس بطيء نوعا ما ولكنه يمشي بخطى ثابتة.
ويذكرني هذا بأحد النصوص المكتوبة على بطاقات لعبة سحرية:
"وقالت النباتات: سنقاتل الحجر بجذورنا وسيقاننا وبذورنا. إننا صابرون وفي النهاية سننتصر"
ما النصيحة التي تقدمها للمطورين الذين يرغبون في الانضمام إلى المجتمع؟؟
تحلّ بالصبر واستمع إلى الآخرين. في بداية مشواري لم استمع إلى الآخرين ولكنني سعيد بعد أن علمني جريج كرواهاتمان ذلك.
ما الذي تستمع إليه وأنت تبرمج؟؟
أذواقي الموسيقية كثيرة نسبيا ويعتمد الأمر على كل من مزاجي في ذلك الوقت وعلى ماهية ما أرغب في تحقيقه. فعلى سبيل المثال كتابة كود برمجي جديد يختلف كليا من محاولة تصحيح أو مراجعة أكواد برمجية لمطورين آخرين.
ولكن في الغالب تتراوح بين الموسيقى الكلاسيكية (باخ ، مندلسون ، سانت ساين) إلى غيرها من الأنواع (دريم ثيتر ، آيرون ، نايت ويش). ولكنني أستمع أيضا إلى بعض المقطوعات الدولية المشهورة (Radiohead , Muse, The Corrs) أو البوب/الروك الفرنسي (Goldman, Souchon, Voulzy). وحتى استمع في بعض الأحيان إلى الموسيقى القديمة مثل (Bob Dylan) أو أحاول استكشاف بعض المواهب الجديدة على سبيل المثال مؤخرا استمع إلى (Nikki Yanofsky).
على أي قائمة بريدية أو قناة IRC تستخدم حتى يصادفك المستخدمين الآخرين؟؟ وأي المؤتمرات تحضر؟؟
تعودت سابقا على استخدام قنوات IRC ولكن هذه الأيام قل استخدامي لمثل هذه القنوات لسهولة الهائي عن عملي الأساسي حيث أعمل في المنزل وأطفالي في كل مكان بالبيت فلا أظن أنني بحاجة إلى مصدر الهاء آخر. ولكن عندما أستخدم مثل هذه القنوات فأنا على كل من القنوات التالية: linux-sensors #, #v4l و #linuxtv وفي أحيانا أخرى على #ffmpeg أو #x264 عندما أواجه بعض المشاكل بترميز الفيديو.
لا أحضر مؤتمر معين بصفة مستمرة ولكن يعتمد الأمر على الفرص المتاحة ومواقع المؤتمرات. حضرت مؤتمر بـ"Sucon" في عام ٢٠٠٤ وفي "Guadec" عام ٢٠٠٥ وكل من "LGM" و "OLS" عام ٢٠٠٦ مؤتمر نواة لينكس عام ٢٠٠٨ و ٢٠١١ بالاضافة إلى مؤتمر مختبرات سوس الخاصة عدة مرات.
رابط المقالة باللغة الإنجلزية هنا.
ترجمة: زاهر النوتكي