كما تنبئنا من قبل ، فإن كلمة اللينكس سوف تنتشر كثيرا في الأوساط الصحفية و الإعلامية ، وحتى مع شريحة العظمى من المستخدمين ، بطبيعة الحال أغلب وجهات النظر حول اللينكس هي سلبية ، بطبيعة الحال في كل مره تطرح وجهة نظر سلبية حول اللينكس تجد هناك من يدافع عنه دفاعا مستميتا ، و كأننا نشهد تعصب تقني على غرر التعصب الديني . و إذا ابتعدنا عن التعصب و الإندفاع العاطفي نحو تقنية بعينها ، و حاولنا الإجابة عن التساؤل التقليدي هل اللينكس أفضل من الويندوز أم لا
، نجد أنفسنا في دائرة مغلقة ، فالسؤال خاطئ من وجهة نظرنا ، و السؤال الصحيح أيهما أنسب لستخدامي اللينكس أم الويندوز ؟ إن ما يميز الويندوز في الوقت الراهن هو وجود الدعم من مختلف الأطراف في عالم التقنية ، فهو مدعوم من الشركات المصنعة للعتاد و الشركات المصنعة للبرمجيات و من النظم التعليمية و طائفة واسعة من المستخدمين ، و في نفس الوقت يعاني من مشاكل جذرية فهو يعتمد على مبدأ الإحتكار و معرض لهجمات أمنية بأرقام خيالية . بينما اللينكس و معه المصادر الحرة ، نجد أكثر ما ييمزها هي مبدأ الحرية في الإستخدام و التطوير و النشر على خلاف مبدأ الإحتكار ، و كذلك هو مصمم بمعايير أمنية جيدة ، و له في الإعتمادية باع طويل ، و لكن يعيب عليه هو قلة الدعم في ناحية المستخدم النهائي (بخصوصا الدعم في الأعمال فهو مدعوم بشكل جيد جدا ) من قبل الشركات المصنعة للبرمجيات و القليل من الشركات المصنعة للعتاد. إن الحاسوب مجرد أداة تؤدي لنا حاجتنا ، و النظام التشغيلي هو مجرد قطعة برمجية تسهل علينا توظيف الحاسوب حسبما نريد لا أكثر ولا أقل ، فلذا أفضلية النظم التشغيلية تعتمد على قدرتها على تلبية مطالبنا و ليس على الشركة أو الجهة المصنعة لها ، وهنا تكمن أهمية تحديد مطالبنا أو بمعنى أدق في ماذا نستخدم الحاسوب ، في الوقت الراهن يلبي الويندوز أغلب الإحتياجات بشكل عام ، بينما يلبي اللينكس احتياجات مخصصة ، قد يقول قال اذا الويندوز هو الأفضل لأنه يلبي كل الإحتياجات الحالية و المستقبلية ، نعم لا استطيع أن أنكر ذلك ولكن كل شيء يأتي بثمن ، فسيارة من ماركة المرسيدس هي أفضل من سيارة من ماركة تويوتا ولكن الأولى أضعاف الثانية من ناحية الثمن ، إن الويندوز يأتي بثمن فإذا تستطيع أن تدفعه و أنت مبسوط فلا مشكلة ، إذا فلنبدأ بذكر الثمن :
أولا: لكل نسخة من الويندوز ثمن استخدام ، و هذه تأتي عادة مدموجة مع سعر العتاد إذا كان ذو ماركة معينة ، أو يمكن شرائها من المتاجر وهي بحدود 100 دولار أو أكثر بحسب النسخة ، ولكن قد يقول قائل إنني استطيع أن أحصل عليها مجانا عن طريق القرصنة ، و هذه هي مشكلة الوطن العربي في مجال الحقوق النشر ، إن مناصري المصادر المفتوحة هم من المدافعين عن حقوق النشر و التوزيع وليسوا من المشجعين على انتهاك الحقوق و السرقة الفكرية .
ثانيا : ثمن استخدام البرامج ، ففي بيئة الويندوز أغلب البرامج لها ثمن و عادة ما يكون ثمن مرتفع جدا ، فإذا كنت مستعد لهذه المبالغ التي قد تصل ضعف ثمن العتاد ، فالأمر راجع لك . ثالثا : الإنغلاق على استخدام برامج معينة من شركة معينة ، مما يجعل تلك الشركة هي التي تتحكم في مصير بياناتك و كيفية أداء عملك . رابعا : الإستعداد النفسي لفقدان الأداء و المعلومات و الإستقرار في أي لحظة بسبب العيوب الأمنية و هجمات المخربين .
فإذا كنت مستعد لهذه الأشياء ، فالويندو هو الأفضل لك . أما إذا كنت غير مستعد لكي تدفع ثمن استخدام الويندوز فاللينكس يوفر لك بديل في أغلب الحالات وليس كلهن ، و هنا أذكر الحالات التي لن يسعفك اللينكس فيها ، إذا كنت محب للألعاب الحاسوبية أو مصمم رسوميات بشكل احترافي أو معتمد في عملك على برنامج لا توجد له اصدارة للينكس فأنت مجبر على دفع ثمن الويندوز حتى تستفيد من الحاسوب في أداء حاجاتك .
أما إذا كان تستخدم الحاسوب من أجل اتصفح الشبكة العالمية للمعلومات أو استخدام تطبيقات الويب أو كتابة مستندات ( صحفي على سبيل المثال ) ، أو استعراض الصور أو تشغيل الملفات الصوتية و المرئية ، أو تطور البرامج المكتبية أو المخصصة للإنترنت ، أو تتعامل مع الشبكات و الخوادم ، فإني أنصحك بأن تعطي اللينكس حظه من التجربة فلربما يلبي لك مطالبك بثمن أقل من الويندوز . أما إذا كنت صاحب أعمال تجارية فإني أنصحك في دراسة خيار المصادر المفتوحة حين بناء البنية التقنية لمؤسستك فهو يوفر لك مالك و يعطيك حرية أكثر في التحكم بمواردك التقنية .