حديثٌ عن المشاريع العربية والمحتوى العربي..

نشره محمد هاني صباغ في

العديد من مستخدمي الويب،يتمنون لو أنهم يمتلكون عدداً من مشاريع الويب لكي يكونوا مشهورين أو يجنوا المال من وراءها، وهو في الحقيقة سبب فشل الكثير من المشاريع، فالمشاريع العربية الناشئة التي تسعى إلى مربحة شخصية أو الشهرة لن تحقق مرادها ويمكنك أن تسأل العمو جوجل في هذا، فبالنهاية المشاريع لا يجب أن تكون هكذا أصلا مما يعني أن نجاح مثل هذه المشاريع صعب إن لم يكن مستحيل..

عندما تبدأ مشروعا فيجب أن يكون عندك هدف سامي أو فكرة مفيدة لغيرك لتحققها، مع بعض الإصرار والتعب والجد والجهد  ولمسة من الوحي والإلهام سيكون مشروعك نجاحا، فالفكرة النبيلة هي التي ستدفع بالمشروع إلى الأمام، والفكرة المهمة هي التي ستوصل المشروع إلى الشهرة، مع التأكد من أن صاحب المشروع لايريد الشهرة لنفسه فبالتأكيد لن ينشر أحد عبارة فيها” هي بنا نساهم في مشروع خالد لنجعله مشهوراً!”، وهو سبب فشل الكثير من المشاريع العربية الناشئة لعدم وجود فكرة مهمة يتمحور حولها المشروع، بل مجرد نسخ ولصق وإعلانات ودردشة ومنتديات و SEO.. وهو ما يضر بالعربية كثيرا على الويب..

فحسب آخر إحصائية قرأها كاتب هذه التدوينة -غفر الله له- فإن المحتوى العربي على الويب لا يتجاوز 1% من محتوى الويب، مما يعني أولا أنه لدينا نقص في عدد مستخدمي الويب الذين يأخذون ويعطون بنفس الوقت، وثانيا يعني نقص المشاريع العربية المفيدة والمهمة للمستخدمين العرب مما يعني أن العربية ما تزال غائبة عن الويب إذا ما قورنت بباقي اللغات، ولكن هذا المحتوى ينمو وبسرعة كبيرة خاصة أنه كما قرأ كاتب هذه التدوينة في أحد المواقع أن الويب العربي قد نمى في 2011 بنسبة 2500% ليكون بهذا الويب الأكثر نموا في العالم، والفضل يرجع إلى وصول الويب إلى عدد أكثر من العرب ورخصة التكاليف وقيام الكثيرين من المدونين بحملات توعية وإنشاء المحتوى العربي المفيد، مما يشكل بصيص أمل حاليا للعربية على الويب، ولهذا فإن أراد أحد تطوير هذه الأمة بأبسط الطرق الممكنة ومن الصفر حتى النهاية فعليه أن:

- يقرأ مئات المقالات العربية الغنية والمفيدة على الويب.

- يتعلم شيئا ما من المهن الموجودة على الويب، برمجة ،تعريب،تطوير،نشر، لا يهم، فكل هذا سيساهم في ارتقاء الويب العربي.

- يقرأ مقالات أجنبية ليتعلم منها ليصقل مهارته، ويقرأ كتبا عربية أو غربية.

- ينشأ مدونة يضع فيها ملخصات تلك الكتب والتجارب والمواضيع التي عشاها وقرأها.

- يحاول العمل على مشروع ما يكون مفيدا للمستخدمين العرب ويرفع من قيمة الويب العربي.

- يعيش الجميع بسعادة! 

 بنسبة 99%  لو كل مستخدم عربي فعل ما ذكر أعلاه فإن المحتوى العربي قد يصل إلى ما فوق الـ75% على الأقل من محتوى الويب العالمي، ولأصبحت العربية هي اللغة العالمية الأولى كونها ستكون منشورة في كل مكان، وجميع المعلومات التي قد يبحث عنها الناس ستكون متوفرة لهم، مما يعني في النهاية أن العالم العربي سينهض بأكتاف أبناءه.. وليس بالتمنيات والأحلام.. جميعنا يمكننا أن نحلم وجميعنا يمكننا أن ننفذ، لكن ليس جميعنا يرغب بهذا حقاً..

المحتوى ليس من أجلي ولا من أجلك ولا من أجله، بل هو من أجل الأمة جمعاء، العالم العربي يمكنه أن يرجع إلى مجده عن طريق الثقافة الراقية التي يجب أن تكون متوفرة بالعربية في الإنترنت، والمشاريع الكثيرة التي تساهم في خدمة أبناء هذه الأمة، وليس عن طريق منتديات الدردشة والنسخ واللصق.. وهذا أبسط ما يمكن تقديمه لهذا التاريخ المجيد الذي كان العرب يفتخرون به أيام زمان..الأزمة في الحقيقة ليست مجرد أزمة محتوى على النت فقط، بل هي أزمة هوية وانتماء وشعور بمعاناة الأمة، فالشخص الذي يسرح شعره ليبدو مثل ميسي ورونالدو والآخر الذي يتابع “لميس”، لا تتوقع منه أن يكون مهتما لهذه الأمة، وهنا مربط المشكلة، الأزمة منا نحن، من داخلنا وليست من العوامل الخارجية أو المعوقات..مشكلة العرب كما قال ابن خلدون رحمه الله أنهم عملوا بالسياسة و تركوا العلوم لغيرهم. عندما نحس جميعا بأنه يجب علينا الارتقاء بهذه الأمة حينها سيحصل كل هذا، لا أن يسرح كل شخص على هواه..فمالذي تنتظره؟ هل ما تزال تقرأ هنا؟ اذهب وتعلم وأنشئ وأبدع! فأمتك العربية تحتاج إليك..

تحياتي.